تعيش جزيرة سقطرى اليمنية عزلة حقيقية مع توقف الرحلات الجوية والبحرية إليها بسبب الأحداث التي تجتاح البلاد مما تسبب في انعدام المواد الأساسية في الجزيرة التي تقع شرق خليج عدن في المحيط الهندي. ولم تقتصر انعكاسات الحرب على الجانب الإنساني والاقتصادي فحسب، بل وصلت إلى تهديد الحياة الطبيعية التي تمثل التراث العالمي الذي تزخر به الجزيرة. ونتيجة لانعدام الغاز والوقود منذ أكثر من شهر، لجأ المواطنون وأرباب المطاعم في الجزيرة إلى الاحتطاب الجائر للأشجار النادرة لاستخدمها كوقود، وهو ما يشكل خطرا على الحياة الطبيعية. وتنفرد سقطرى المكونة من أربع جزر، هي سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، بتنوع نباتي يضم نحو 850 نوعا من النبات، منها 293 نوعا مستوطنا ونادرا لا يوجد في مناطق أخرى من العالم، وهو ما جعل منظمة اليونسكو تصنفها في عام 2008 ضمن قائمة التراث العالمي. تهديد الطبيعة وتعتبر أزمة الوقود الحالية التي بدأت منذ مطلع شهر مارس/آذار الماضي الأشد، حيث يقول المدير العام لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة أرخبيل سقطرى أحمد سعيد سليمان إن انعدام الغاز دفع المواطنين للاحتطاب الجائر، مما يهدد الحياة الطبيعية الموجودة في الجزيرة. وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الاحتطاب يؤثر على صورة سقطرى كموقع تراث طبيعي عالمي ومصدر سياحي، يشكل دخلاً مهماً للمحافظة والسكان المحليين. وناشد الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي سرعة التحرك لإنقاذ التنوع الحيوي البناتي، محذراً في الوقت نفسه من أن استمرار أزمة الغاز يشكل خطرا حقيقياً على التراث الطبيعي. معاناة الصيادين من جهة أخرى يعاني الصيادون -وهم الشريحة الأكبر من السكان في الجزيرة- من خطر فقدان مهنتهم نتيجة انعدام المشتقات النفطية، حيث يحتاجون للوقود للإبحار بقواربهم إلى مسافات بعيدة في البحر للحصول على الصيد الوفير، ونتيجة لذلك فقد ارتفعت أسعار الأسماك، مما ضاعف معاناة السكان. ومع بدء موسم الرياح التي تستمر طيلة أربعة أشهر بالجزيرة تبدأ من يونيو/حزيران وحتى سبتمبر/أيلول، يغادر صيادو سقطرى إلى محافظتي حضرموت والمهرة لممارسة مهنتهم، غير أن أغلبهم لم يتكمن هذه السنة من المغادرة بسبب انعدام الوقود. وتعليقا على ذلك قال المدير العام لفرع الهيئة العامة للمصائد السمكية سعد محمد بازياد إن الثروة السمكية في سقطرى تعاني من عدم توفر البنية التحتية الكافية، التي يمكن من خلالها تحسن وضع الصيادين، لذلك فإن انعدام المشتقات فاقم معاناة الصيادين. وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الصيادين في الجزيرة يمثلون ما نسبته 70% من السكان، وتوقفهم عن العمل يشكل خطرا على المستوى المعيشي لهذا لقطاع. وأشار بازياد إلى أن فرع الهيئة تلقى وعوداً بتوفر المشتقات النفطية بعد التواصل مع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن الصيادين سيضطرون إلى استعمال الوسائل القديمة. نقلا عن الجزيرة نت