بعد تسليم الشيخ سلطان قائد المخلافي نفسه ليلة أمس إلى محافظ تعزعن طريق الشيخ حميد علي وأنسحاب المسلحين من قمم الجبال، إنسحبت أمس الخميس الحملة العسكرية المرابطة في عزلة القفاعة مخلاف بشرعب السلام ومعها حفار الماء المحتجز منذ نحو خمسة أشهر ،وقد تعرض طقم عسكري لإنقلاب في بداية الإنسحاب. وقال مراسل الصحوة نت الذي رصد عملية الإنسحاب بأن مسلحين أطلقوا النار بكثافة على الأطقم العسكرية المنسحبة دون أي رد من قبل الجنود والذين فضلوا إكمال عملية الانسحاب بشكل سريع وحتى لا تتجدد الإشتباكات مع المسلحين. وكانت المنطقة شهدت إشتباكات عنيفة صباح الثلاثاء الماضي أسفرت عن إحراق طقمين عسكريين وإصابة عددا من الجنود وتمكن المسلحون من صد الهجوم الذي شنته الحملة العسكرية في البداية، وفيما لم تتمكن الحملة العسكرية من إحراز أي تقدم نحو قرية الجبال بعد اسبوع من الحصار إلا بعد إنسحاب المسلحين من مواقعهم وتوجه الشيخ سلطان المخلافي إلى مدينة تعز لتسليم نفسه للمحافظ بناءا على المبادرة االتي تقدم بها مشائخ شرعب. وأدت محاولات إقتحام القرية خلال الأيام الماضية من مختلف الإتجاهات والمناطق التي تتمركز فيها القوات العسكرية وهي "منطقة المحل والمشاقب وجبل راشد في النادرة وجبل الفليق والأساعدة والرحبة والسدري والسقادي" ادت الى تضرر نحو عشرين منزلا ونزوح جميع أهالي القرية بإستثناء المقاتلين، كما أسفرت في الأيام الأولى عن مقتل جندي وإصابة إثنين أخرين وأدت إلى مقتل المواطن عبدالقوي علي حميد وإصابة المواطن عبده سعيد عثمان وإبنته _طالبة جامعية_ وحسب مصادر في المنطقة فإن الحملة العسكرية تجاوزت ال40 طقما من الأمن والشرطة والجيش ، بالإضافة إلى جنود من أبناء المنطقة ينتسبون لقوات الفرقة الأولى مدرع ويتبعون أحد أطراف النزاع في المنطقة والذين ساهموا بشكل مباشر في إحتلال المرتفعات والتباب المطلة على القرية ومحاصرتها . وتأتي هذه المواجهات على خلفية نزاع بين طرفين على حفر بئر إرتوازي في وادي حضر لمشروع مياة في المنطقة بمتابعة الشيخ سلطان قائد المخلافي ، فيما سعى الطرف الثاني ويمثله العزي محمد عفان -والذي يدير مشروعا أخرا للمياة- إلى عرقلة ومنع حفر البئر الجديد تحت ذريعة تأثيرة على المشروع السابق ، رغم حصول الطرف الأول على ترخيص رسمي من الهيئة العامة للموارد المائية بالمحافظة وتوجيهات من رئاسة مجلس النواب ومجلس الوزراء وأتفاق بين المجلس المحلي للمديرية والشيخ سلطان المخلافي على حفر البئر بعد تنازله عن موقع البئر للمجلس المحلي وتحرير وقفية بذالك وعلى أن يتم حفر البئر بنظر المجلس المحلي والمؤسسة العامة لمياة الريف ويتم ربط المشروع للقرى المحتاجه لمياه الشرب وليس لأي شخص التدخل فيه ،على أن تقوم المؤسسة العامة لمياة الريف توفير متطلبات المشروع من مضخة وشبكة وخزان مياة وكل متطلبات المشروع ، ثم صدور قرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي للمديرية بتأريح 16/2/2010م بحفر البئر الإرتوازية وتوفير المضخة وبناء غرفة للمضخة وتوصيل الشبكة وبناء الخزانات الازمة من حصة المديرية من الموازانة الإستثنائية المقرة من المحافظة ،حرصا من هيئة المجلس المحلي على توفير الإحتياج من مياه الشرب لأهالي القرى المحتاجة حسب القرار الذي حصلت الصحوة على نسخة منه إلا أن الأمور سارت في إتجاه أخر بعد منع الحفار التابع للمقاول محمد صالح الأشول - من أبناء محافظة عمران- من قبل الطرف الثاني وقيام الطرف الأول بإحتجاز الحفار حتى يتم حفر البئر . وقد قامت قيادات المحافظة في وقت سابق بإحتجاز عدد من مشائخ شرعب ثم إحتجاز أمين عام المجلس المحلي لمديرية المظفر " منصور المخلافي"- شقيق الشيخ سلطان المخلافي- بهدف الضغط على المواطنين من أجل الإفراج عن الحفار المحتجز منذ خمسة أشهر ، حتى اضطرت مؤخرا إلى إخراج حملة عسكرية الأسبوع الماضي للإفراج عن الحفار بالقوة. مصادر مطلعة أكدت بأن مبادرة مشائخ شرعب التي تقدموا بها إلى محافظ تعز تضمنت نزول المسلحين من الجبال وانسحاب الحملة العسكرية من المنطقة ، وقيام الشيخ سلطان المخلافي بتسليم نفسه إلى السلطة المحلية عن طريق المشائخ ، على أن يتم حفر البئر بضمانة المشائخ .