إن كلمة الحق لها ما بعدها من تبعات وقليل هم الذين يقولونها ويتحملون تبعاتها، الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم أول من يقول كلمة الحق (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا...) (ولا يخافون في الله لومة لائم...) ولقد مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خيرية هذه الأمة ما دامت تقوم بذلك (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...) وتبعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحاجة إلى صبر (واصبر على ما أصابك...) ويوم تترك الأمة ذلك يكون قد تودع منها وتخلت عن الخيرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها...) وإن النضال السلمي اليوم بكل أشكاله وصوره هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ويدخل في قوله صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر...) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. إن كلمة الحق تخيف الطغاة والجبابرة وتزلزل عروشهم (يحسبون كل صيحة عليهم...) ولذلك وقف الطاغية فرعون ليقول (ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد...) فموسى يفسد في الأرض وفرعون يصلح فيها ويهدي إلى سبيل الرشاد (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد..) والبطانة تلعب دورا كبيرا في تضليل الطغاة (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون، قال موسى لقومه استَعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) ولا يدرك الطغاة حقيقة بطانتهم إلا بعد فوات الأوان وهذا ما حدث لفرعون عندما قال (آمنت أنه لا إله الذي آمنت به بنو إسرائيل.. آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) هكذا قالها بن علي رئيس تونس المخلوع أن هناك من كان ينقل له غير الحقيقة من بطانته وقال (فهمتكم) ولكن بعد فوات الأوان وسيأتي مصير كثير من الطغاة بعده.. ولقد قالت الناشطة الحقوقية توكل كرمان كلمة حق في وضح النهار وعلى الفضائيات وإذا ببطانة الحاكم تحضه وتدفعه إلى ارتكاب تلك الحماقة النكراء في اختطافها ليلا بعيدا عن الشرع والدستور والقانون والأعراف.. إنها جريمة شنعاء جعلت اليمن كلها تثور وتنتفض ضد هذه الممارسات اللاأخلاقية.. وكان يظن أنه بهذا العمل سيسكت الصوت المرتفع وكلمة الحق، ولكن رد كيد الماكرين إلى نحورهم (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله..) وهذا أبدى دلالة واضحة أن الطغاة المستبدين يتصرفون خارج العقل والشرع والدستور لما يحملون من كبر وغرور في حق شعوبهم التي استخفوا بها.. وتصرفات الطغاة والجبابرة ملة واحدة (أتواصوا به بل هم قوم طاغون..) وسنة الله في أخذ الظالمين تختلف حسب ظلمهم (فكلا آخذنا بذنبه...) ولقد قال النظام المصري إن مصر غير تونس وها هو الشعب المصري يثور ضد الظلم والطغيان ليقتلعه من جذوره وعلى الذين يقولون إن الشعب اليمني غير الشعب التونسي أن يغيروا قبل أن يقتلعهم الشعب ويرمي بهم إلى مزبلة التاريخ.. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..).