ذكرت مصادر من الشرطة وشهود عيان الثلاثاء أن طائرة تجسس من دون طيار يعتقد أنها أميركية تحطمت جنوب مدينة لودر جنوب اليمن، التي تعد من معاقل القاعدة فيما نجح ناشطو التنظيم في الاستيلاء على حطام الطائرة. وذكر مصدر من الشرطة لوكالة فرانس برس أن سكانا محليين في لودر التابعة لمحافظة أبينالجنوبية عثروا الثلاثاء "على بقايا طائرة تجسس يعتقد أنها أميركية كانت تعمل على رصد تحركات عناصر تنظيم القاعدة" الذين يتواجدون بكثرة في المدينة. وأضاف المصدر إن الطائرة هي "طائرة تجسس من نوع +بريداتور+ التي تستخدم في أعمال التجسس والمراقبة" وقد سقطت بالقرب من قرية جحين جنوب لودر. وأكد احد سكان القرية لفرانس برس سماع صوت ارتطام الطائرة بالأرض على مسافة قريبة من منزله فجر الثلاثاء. كما ذكر شهود عيان أن عناصر الشرطة جاؤوا إلى المكان واخذوا حطام الطائرة إلا أن عناصر القاعدة تمكنوا من الاستيلاء عليها بالقوة في منطقة العين جنوب غرب المدينة. وأكد الشهود أنهم لاحظوا في الفترة الأخيرة تحليق طائرات من دون طيار فوق مدينتي مودية ولودر اللتين شهدتا معارك ضارية مع القاعدة. وتعد محافظة أبين من المناطق التي تشهد هجمات لتنظيم القاعدة. كما إنها من معاقل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال. وشهدت مدينة لودر بالتحديد ما يشبه حربا صغيرة بين القاعدة والقوات الحكومية خلال الصيف الماضي، أسفرت عن سقوط 33 قتيلا على الأقل بحسب حصيلة لفرانس برس. وكانت صحيفة واشنطن بوست افادت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن الحكومة الأميركية تنشر منذ أشهر طائرات من دون طيار من طراز "بريداتور" فوق اليمن من اجل تعقب عناصر القاعدة على ضوء تزايد نشاطهم في هذا البلد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار قولهم إن هذه الطائرات كانت تحلق في الأجواء اليمنية طوال أشهر للبحث عن قياديي وعناصر القاعدة. لكن مسؤولا حكوميا أميركيا قال للصحيفة إن قياديي التنظيم "اختفوا تحت الأرض" بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها القوات اليمنية إضافة إلى الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات الأميركية بنهاية 2009 ومطلع 2010. وأظهرت وثائق دبلوماسية أميركية سربها موقع ويكيليس في تشرين الثاني/نوفمبر ضلوع واشنطن فعلا في هذه الضربات الجوية التي استهدفت اليمن، بالرغم من النفي الرسمي اليمني.