عندما تتعانق الايادي معلنةً تكاتفاً وتأزراً لا حدود له ، وعندما تتلاقى الارواح لابناء البلد الواحد وتسمو على كل الاحقاد والترهات بمختلف الطوائف والتوجهات ولا يجمعهم غير هم واحد و وطن واحد ، وعندما تتعالى تلك الحناجر بهتاف رائع سيخلد على صفحات السماء ويعبر الزمان والمكان ، معلنةً تنديدها الشديد لجرائم السفاحين ومساندتها للثورة الشبابية في الداخل ، عندها يتأكد لنا فقط أننا أمام أرواح راقية وطلائع شبابية هبت من ماليزيا ورفضت السكون والدعه وأرادت المساهمة بما تقدرعليه دعما لطلائع الحرية في الداخل، شباب خرجوا ولم يكترثوا بغضب فلان أو علان منهم لإن نفوسهم الطاهرة تسامت ورفرفت في سماء الكرامة والحرية فأصبحوا كالطائر المحلق فرحاً بحريته ولا يهمه سيأكل غداً أم لا ، لإنه يعلم أن الارزاق بيد الله وحده . خرجوا وقد حملوا في أكفهم تلك الكروت الصفراء كأنذار اخير للنظام الحاكم المستبد، بينما نراهم قد حملوا في أيديهم الاخرى شعارات التنديد لما يحدث لاخوانهم من مجازر بشعة على أيدي ثلة صممت تحويل السكينة في الوطن الى بحار من الدماء الطاهرة والتي تراق كل يوم بشكل همجي بشع لم يقدر على القيام به أبناء القردة والخنازير في ارض الاقصى . جرائم يندى لها الجبين وتوسخ بها صفحات التاريخ اليمني على مر العصور ، فما حدث لم يحدث من قبل في اليمن ولن يحدث بعد رحيل أولئك الطغاة ، جرائم تعلن صرخة تحدي في قلوب الصغار قبل الكبار وقد سمعتها كلمات تدخل الى القلب وتداعب الوجدان من أفواه أولئك الاطفال من أبناء الطلاب والذين هتفوا ببراءة الطفولة "الشعب يريد إسقاط النظام " ورغم أنهم لا يجمعون الاحرف نظراً لصغر سنهم ولكنهم يحملون تلك الكلمات بين وجدانهم الصغير فهم من سينعمون بنسيم الحرية القادم حتى ولو ضحينا نحن بإرواحنا لإجل تحقيق ذلك الأمر لهم . حتى النساء واللآتي ظللن قرون مكبلات بفعل العادات والتقاليد ولا أقول الدين لإن الدين لم يمنع المرأة من نيل حقوقها كاملة فقد كن النساء في صدر الاسلام يصحن في وجه الباطل بدون حواجز تذكر والقصص كثيرة لا يتسع المقام والمقال لذكرها ، فحتى النساء في ذلك اليوم سمعت أصواتهن تتعالى معلنةً وجود براكين مشتعلة قابلة للخروج في أية لحظة ، فقد غرسن حب الوطن في نفوس صغارهن ولكنهن غرسنه في قلوبهن أولاً ، صرخاتهن أتت مدوية معلنةً التنديد لما يحصل لإهليهن في الداخل ومطالبةً في الوقت نفسه برحيل الطغم الفاسدة ومظهرات أنفسهن للكمرات بدون خجل إجتماعي ، فقد أنكسرت كل الحواجز في النفوس من أجل الحرية والكرامة فأجملك يا دماء الحرية عندما تجرين في أوردة الاحرار إنك بالفعل تصنعين المعجزات . عندها قلت في نفسي إن كان هذا الذي حدث في ماليزيا هو ما يحدث في اليمن فمن حقي تهنئة هذا الوطن المعطأ لما لمسته من حب له ومن إندثار لكل ما يفرق الشمل من خلافات وأحقاد وضغائن فلا أحزاب ولا طوائف ولا تيارات ولا إتجاهات كلها توحدت تحت شعار واحد شعار شبابي محض عنوانه " الشعب يريد إسقاط النظام " وكل ما راهن عليه نظامنا الهمام ليس وارد على الاطلاق فلم تثر نعراته أي أحد فالكل يحمل نفس الهم ونفس النداء وكأنهم سلسلة واحدة من عقد فريد منظمومة حباته بتناسق رائع ، نداء يحمل كرت أصفر وإنذاراً أخيراً لنظام فقد معاني الوطنية بقتل الابرياء والمسالمين ،إنذار لاولئك الخونة الفاسدين بالرحيل من بلد لم يعد يريدهم لانهم لوثوه بفعلتهم النكراء واراقوا الدماء في جنباته أنهاراً وهنا فقط تحركت بنات شعري فتسللت في حياء مخرجة هذه الابيات : يا قاتلاً إبني وكل أحبتي أتراك تهنىء بالمعيشة بيننا يا قاتلاً حلم البراعم في دمي أعطيت برهاناً لتطرد من هنا أقتلت من جاءوا إليك مودةً أذبحت عصفوراً يرفرف حولنا ما بادروك بخنجرٍ أو طعنةٍ ما غير صاحوا أن توقف هاهنا لا لم نعد نحيا حياة مذلة إرحل فإنا قد عرفنا ما لنا