ماذا تعني سنتان مقابل 33 سنة بالنسبة لرأس السلطة؟ إنها فترة وجيزة، بل غاية في القصر والتفاهة إذا ما تخلى عنها الحاكم ورمى بها وراء ظهره استجابة لمطالب شعب خرج في كل محافظة يهتف بإسدال الستار وإسقاط النظام. هاتان السنتان لت تضيفا للحاكم شيئاً، فإن كان قد صنع مفاخر وإنجازات فليكتف بما صنع وليستجيب لمطالب الشعب بأريحية وشجاعة تكون له هذه الاستجابة منجز فارق يحسب له إلى جانب مايراه من منجزات وإن تكن الأخرى، فما عسى أن يفعل خلال سنتين مالم يستطعه مدة ثلاث وثلاثين سنة؟ هل هناك نفس للبقاء والاستمرار في الحكم بعد كل هذا الهتاف الذي تردده الملايين في كل الميادين مطالبة بالرحيل؟ من مكايد بلاطجة حزب الحاكم في الماضي أن أحدهم إذا ما أراد أن يقوم بتصفية حساب مع أحد خصومه الشخصيين ينهض لاتهام خصمه بأنه يسب الرئيس أو يمزق صور الرئيس، وهي تهم لا صحة لها ولا أساس إلا الانتقام وتصفية الحساب، حيث كان مثل هذا العمل، أي السب وتمزيق الصورة شبه مستحيل، لكن اليوم تنقل الفضائيات بالصوت والصورة ما هو أبعد من ذلك. بل هنالك عبارات وألفاظ يطلقها أفراد ليس محل رضا حتى عند الشباب والثوار والمعارضين. يوما ما قال رأس السلطة إنه لن يكون مظلة لأحد أو تاكسي أجرة لآخر .. وأحسب أن الحاكم أمام اختبار حقيقي لتصديق هذا القول، فالسنتان الباقية وسط هذا الهياج الشعبي العارم مرارة وإحباط وعلقم، ولا تضيف إلى الحاكم شيئاً بل تسلبه أي حسنة وكل موقف سابق يمكن أن يحسب له. أحسب مرة أخرى أن الحاكم لن يستفيد شيئاً من تينك السنتين، والمستفيدون فقط هم أولئك الذين يتخذون منه مظلة لمصالحهم وأغراضهم أو يجعلونه (تاكسي) لبلوغ مقاصدهم. عدم استجابة الحاكم لمطالب الشعب وإصراره –حتى اللحظة على الأقل- على تمسكه بإنهاء فترته، لا يعني إلا شيئاً واحداً لدى ملايين من الشعب اليمني، وهو أنه يأمل إذا ما أعطيت له الفرصة لإكمال فترته أن تتهيأ له فرصة لفرض مسألة التوريث من جديد وهو ما يجعل اليمنيين يتمسكون بمطلب الشعب الوحيد وهو الرحيل. مايزال بيد الرئيس إمكانية اتخاذ قرار يُثبت لليمنيين أنه يحترمهم، لكن هل هو أقوى من الضغوط الانتهازية التي تحاصره!؟