يعرف الشعب أن مذاقه لذيذ، وأن كأسه المترعة دونها دماء تراق في ساحات الشرف.. اليوم الخطو على تلك الميادين التي يقف عليها الشباب بثبات وأناة، محل سباق لكل أحرار اليمن، هي لوحة ولا أروع تأخذ بالألباب، وتحرك إليها المشاعر، إليهم يرنو شباب «السعيدة» أن الوطن لابد أن يرقى، وليس يسرهم أن يظل بلا عافية، وأنهم باقتدار سوف يحومون حول ما نظر إليه البعض أنها مخاطر وعقابيل من أجل انجاز هدف الثورة التي يسمونها ثورة شباب، والفرح بيوم النصر. اليوم الوطن يشرق في الساحات على جباه أحفاد الزبيري.. وسيكون لكأسات البن حضورا ألقا، مع صباحاتنا الجديدة،فللبن «فورة» وللشباب «ثورة» ومزاجه «ثورة البن»! هذه هي «اليمن» لا تقبل أن يعبث بها إلى النهاية، وإلا ما استحقت ذلك اللفظ البديع والوسام الرفيع «الحكمة يمانية» ولو أن السادة الذين يحكمون عرفوا قدر هذا الوسام الذي قلده رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم لما احتاجوا أن يتملقوا الشعب والعلماء في اللحظة الأخيرة، بينما تغص الساحات بشباب ثورة البن الذين عرفوا قدر «الوسام» فحازوه بجداره. يا شعب صباحك أجمل فقد حزت ثورة راقية، وهتفت بكلمات حضارية لأن ليمنك برق لموع يشجي ملايين النفوس الأثيرة، ليس كمثله برق.. وهذا برقكم يا شباب، أضواء أبهى، أجمل.. هو قبس من البرق اليماني الذي يفرح الأرواح. إن لوحة التوحد هذه عصفت بكل الآراء الضيقة، وأحرقت أوراق السلطة، لأنها من صناعة الشعب، رسمها شباب يتقن فن اختيار الألوان وقياس المسافات، هو يدرك أن ذوق «الريشة» حيث تنداح النفس بهوى لذيذ ليس أقل من لذة شراب الحرية.. أنامل الشباب التي ترسم اليوم هذه الخطوط والزوايا تعرف أي المساحات يحسن بها أن تكون في الظلال والتي يحسن بها أن تقع تحت الشمس، ومساحات يرى الرسامون أنه يناسبها أضواء نجوم وأقمار. الشعب يريد أن يعيش.. يا نظام يجب أن ترحل.. الوقت كان في متناول الحاكم.. أما اليوم فإذا أراد تأجيل «الرحيل» فعليه أن ينزل إلى الشارع، ويسأل الشباب الحكماء.. هل إلى خروج من سبيل؟!