تواصلاً للفعاليات الاحتجاجية المطالبة بالرحيل الفوري والمحاكمة العاجلة لصالح وأقاربه، شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة تندد بمجازر صالح وإساءاته للمرأة اليمنية، كما شهدت مدن صنعاء وتعز وعدن وإب عصيانا مدنيا شل الحركة التجارية لساعات ، وأصيب العشرات من المتظاهرين في مدينة الحديدة، جراء تفريق الأمن لمسيرة طلابية ظهر اليوم. وجدد المشاركون في المظاهرات السلمية رفضهم لأي مبادرات لاتنص على الرحيل الفوري لصالح وحاشيته ،كما أعلنوا رفضهم لأي ضمانات تحول دون محاكمته على سفك الدماء ونهب أموال الشعب . إب في مدينة إب خرج صباح اليوم الاثنين مئات الآلاف في مسيرة احتجاجيه هي الأكبر منذ انطلاق ثورة الشباب، وجابت المسيرة شوارع المدينة منددة بمجازر نظام صالح التي أرتكبها أمس في صنعاء ، كما أهابت بالمفاوضين عدم القبول بغير الرحيل الفوري للنظام ومحاكمته. ودعت الجماهير من تبقى من التجار الاستجابة للدعوة الوطنية للعصيان المدني أسوة بزملائهم الذين اقفلوا اليوم محلاتهم من اجل إيصال رسالة لهذا النظام بضرورة الرحيل،كون بقائه يشكل تهديدا للتنمية والاستثمار. وكان الآلاف من طلاب مدارس المدينة ومعلميهم قد نفذوا إضرابا أمام مكتب التربية احتجاجا على الممارسات والإجراءات التعسفية التي تتخذها قيادة التربية بالمحافظة ضد المعلمين. وطالبوا برحيل الرئيس صالح فورا من اجل إصلاح مسار العملية التعليمية بحسب بيان للمعلمين . الضالع وفي محافظة الضالع تظاهر عشرات الآلاف صباح اليوم الاثنين في مدينة دمت والجبارة في منطقة مريس للتنديد بالإساءة لأعراض اليمنيين من قبل علي صالح والمطالبة بتنحيه الفوري عن السلطة دون أي شروط أو ضمانات تحول دون محاكمته هو وأولاده على ما ارتكبوه من جرائم بشعة بحق المعتصمين والمتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير . وجابت التظاهرتان الشارع العام وهي تهتف: (يا وسطاء مرفوض ..مرفوض .. غير الترحيل ما با نخوض، يا بلقيس قولي لعلي .. شرف المرأة مش دلي، شرعية حكمك بهتان .. أصواتك حق بن شملان ، جمهور الثورة جرار .. وانته جمهورك بالإ يجار). ودان المتظاهرون ما أقدمت عليه قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من اعتداءات ضد المتظاهرين في شارع بغداد والزبيري مساء أمس في صنعاء وسقط خلالها 230 بينهم 20 برصاص حي ومحاصرتهم في جامع الرحمن ومنع إسعاف المصابين الذين كانوا ينزفون داخل المحلات التجارية واختطاف عدد من الجرحى ونقلهم إلى جهات مجهولة . واستهجن شباب الثورة المتظاهرون الإساءات المتكررة التي أطلقها علي صالح يوم الجمعة الماضية في ميدان السبعين والتي اتهم فيها شباب وشابات ساحة التغيير بصنعاء بالاختلاط غير الشرعي، واعتبروها إساءة بالغة للمرأة اليمنية وقذف مشهود على الملأ لأعراض اليمنيين، كما عدوه دليل إفلاس وانهيار أخلاقي يعبر عن نفسيه غير سوية. وحمل البيان علي صالح ونظامه المسئولية الكاملة عن الاختلالات الأمنية والاقتصادية وفي مقدمة ذلك انعدام مادة الغاز المنزلي التي يستخدمها كورقة للعقاب الجماعي للمواطنين على مواقفهم المطالبة برحيله وكذا قيامه بتجنيد بلاطجته في أعمال التقطع وقطع الكهرباء وأنابيب النفط ليظهر هو في ميدان السبعين باتهام المعارضة وشباب الثورة بالقيام بتلك الأعمال التخريبية، وأكدوا أن مثل تلك الممارسات لن تثنيهم عن مواصلة السير في ثورتهم العظيمة. وأهاب البيان بكل من تبقى صامتا أو منحازا إلى صف النظام باللحاق في ركب الثورة كونها تمثل مصلحة كل أبناء الوطن ولا تمثل حزبا أو فئة دون أخرى. وطالب البيان مجلس التعاون الخليجي بأن يضع مصلحة الشعب اليمني نصب عينيه بحيث تترجم ذلك في المبادرة التي تقدموا بها والمتضمنة التنحي الفوري لصالح وأولاده وما عدا ذلك فليس له أي معنى ويرفضه الشعب اليمني جملة وتفصيلا . وفي ذات السياق شاركت المئات من نساء مدينة دمت في مهرجان نسائي فني حاشد قدمت فيه العديد من الأعمال المسرحية والأناشيد الثورية المعبرة عن دعم ومساندة الثورة الشبابية السلمية . وفيما استنكرت نساء دمت مزاعم علي صالح وقذفه لشباب وشابات الثورة في ساحة التغيير بصنعاء، أكدن على ضرورة تنحيه عن السلطة فورا. صعدة وفي محافظة صعده، خرجت صباح اليوم الاثنين مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة منددة بالجرائم البشعة التي يرتكبها نظام صالح بحق المعتصمين سليما وراح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين كان أخرها اعتداءات يوم أمس على المتظاهرين سلميا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وفي المسيرة التي تزامنت مع تظاهرات شهدتها عدد من محافظات الجمهورية رفع المتظاهرون اللافتات المطالبة بإسقاط النظام الظالم الذي يستميت كل يوم لإثبات دمويته ووحشيته، واستنكروا اتهاماته لنساء اليمن العفيفات في تخبط ينم عن الحالة التي الصبح يعانيها النظام في لحظاته الأخيرة. وطالب المتظاهرون بمحاكمة من وصفوهم بالمجرمين والقتلة وأكدوا أن محاكمة النظام وأزلامه ممن وصفوهم بالمجرمين ليست قرارا يتبع أحد، كون المتضرر من جرائم النظام هو الشعب اليمني وليس غيره. وجددت التظاهرة تأكيدها على أن الشعب هو من سيقرر محاكمة جلاديه ونهابي ثرواته، ونوهوا إلى انه لا يمكن أن تحميهم أي ضمانة ومن أي طرف كانت. وشارك في التظاهرة الحاشدة عشرات الآلاف من أبناء المحافظة الذين توافدوا من مختلف مديريات المحافظة، مرددين الهتافات الرافضة للحوارات والمبادرات التي يسعى النظام من خلالها إلى كسب مزيد من الوقت. ورددت حشود المتظاهرين الذين اكتظت بهم الشوارع الرئيسية بصعده الهتافات المنددة بمجازر النظام والمطالبة برحيله. حضرموت وفي المكلا خرجت مسيرة نسائية حاشدة مساء اليوم للتنديد بإساءة صالح لنساء اليمن والمطالبة برحيله ومحاكمته. ورددت المشاركات في المسيرة التي جابت شارع كورنيش المكلا وحي السلام والتحقت بساحة التغيير شعارات (اعتراض اعتراض .. يا علي إلا الأعراض ، يا علي ماذا تريد .. النساء أم الشهيد). واستنكر شباب التغيير المعتصمين بكورنيش المكلا منذ أكثر من خمسة أسابيع الاعتداءات التي أقدم عليها نظام صالح ضد المتظاهرين السلميين المنتصرين لكرامة المرأة اليمنية التي أساء إليها صالح أكثر من مرة في خطاباته الأخيرة، كما اعتبروا رش المتظاهرين بمياه المجاري والغازات السامة والرصاص الحي رداً من النظام على المبادرات الساعية للخروج باليمن من أزمته الراهنة، مؤكدين أن أي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري لصالح ونظامه ليس مقبولاً عند شباب الثورة . وفي ساحة التغيير بكورنيش المكلا ألقى الأستاذ محمد عبد الله الحامد رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة حضرموت سكرتير أول منظمة الحزب الإشتراكي اليمني بالمحافظة محاضرة بعنوان ( العلاقة الجدلية بين إسقاط النظام والحل العادل للقضية الجنوبية). وتطرق الحامد في محاضرته لعدد من المحطات البارزة للقضية الجنوبية منذ النشأة وحتى الآن. مؤكداً دعمهم لكل ساحات التغيير في أنحاء البلاد، مثمن الصمود غير المسبوق لشباب التغيير بحضرموت المعتصمين منذ أسابيع صابرين على حر الجو والبعد عن الأهل، ليرسمون صورة جميلة للرأي والرأي الآخر. سقطرى وفي جزيرة سقطرى خرجت اليوم تظاهرات حاشدة جابت شوارع مدينتي حديبو وقلنسية، وردد المتظاهرون شعارات تنادي صالح بالرحيل وتستنكر تعرضه لأعراض اليمنيين في خطابه يوم الجمعة وكذا الأحد. وطالب المتظاهرون بتنحي صالح ورحيلة الفوري دون قيد أو شرط. عمران ودان شباب الثورة بمحافظة عمران الجريمة النكراء التي مارسها نظام صالح أمس بحق شباب الثورة في صنعاء والتي أسفرت عن أكثر من 1000 جريح، وطالبوا بمحاكمة صالح ونجله احمد وابن أخيه قائد الأمن المركزي لتورطهم في هذه الجريمة النكراء. واعتبر بيان صادر عن "ائتلاف شباب عمران الأحرار" أن هذه الجريمة كانت رسالة واضحة إلى الأشقاء مجلس تعاون دول الخليج وقيادة المعارضة الذين التقوا في الرياض في نفس اللحظات التي شهدت الجريمة مفادها أن صالح لا يرغب في الخروج الأمن من البلاد بل ما يزال مصراً على النهج الدموي حتى النهاية وهو أمر يستوجب وقف كل المواقف والأحاديث الجانبية وترك الأمور لشباب الثورة الذين عقدوا العزم على رحيل صالح، داعياً إلى تصعيد حركة الاحتجاجات التي تعجل موعد رحيل صالح لكي يتم تقليل حجم الخسائر في الدماء والأرواح التي مازال صالح حريصا على إزهاقها تباعاً وإراقة المزيد منها كل يوم. وجدد البيان التعبير عن تضامن شباب الثورة بمحافظة عمران مع كل ضحايا القمع الذي مارسته السلطة في صنعاء وعدن وأبين وتعز والحديدة وذمار والمكلا وفي غيرها من ساحات وميادين الثورة في عموم محافظات ومدن اليمن. كما أدان البيان ما تمارسه قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري من تعسف مستمر وانتهاك فاضح لحق التنقل يمارسه عناصرهما منذ أسابيع في منفذ الأزرقين – المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء – بحق القادمين إلى صنعاء وخصوصاً أبناء محافظة عمران الذين تظن هذه القوات العسكرية أنهم سيتجهون للمشاركة في الاعتصام بساحة التغيير بصنعاء والتي كان ذروتها يوم أمس عندما قامت هذه العناصر بمنع النساء من دخول العاصمة وإجبار البعض منهن على الترجل عن السيارات بأسلوب استفزازي سافر. واعتبر أن هذا التصرف بحق النساء يأتي ضمن سلسلة من الإساءات التي مارستها السلطة, موضحاً أنه حين يصل الأمر بالسلطة ومجاميعها حد الاعتداء على الشرف والأعراض يكون الرحيل هو الخيار الحتمي أمامه. وحمل البيان مسئولية هذه التصرفات المستمرة في منفذ الأزرقين وما قد ينتج عنها من تداعيات خطيرة علي صالح ونجله ونجل أخيه الذين يقودان قوات الحرس والأمن المركزي, مطالباً بإخلاء المنفذ من هذه العناصر العسكرية وتسليمها للأمن العام التابع لوزارة الداخلية.