خرجت اليوم الاثنين مسيرات غاضبة في عدة مدن يمنية تندد بمجزرة النظام في مدينة تعز، التي راح ضحيتها خمسة شهداء –بينهم معلمين- وأكثر من 60جريحا بالرصاص الحي حالة عددا منهم حرجه وإصابة نحو300 بحالات اختناق بالغاز السام. وتوعد الثوار في ساحات التغيير والحرية بصنعاءوتعز والحديدة وعدنوإب وحضرموت وغيرها بالتصعيد الثوري للتعجيل بسقوط علي صالح ومن تبقى في نظامه وتقديم المتورطين في جرائم القتل ونهب أموال الشعب للمحاكمة، بعدما تبين خداع صالح ومروغاتة في التنحي عن الحكم. وأعلن المتظاهرون والمعتصمون في الساحات رفضهم للمبادرة الخليجية، التي قالوا إن صالح استخدمها كغطاء لارتكاب مزيد من الجرائم الدموية بحق الشعب المطالب برحيله والمراهنة من خلالها على إجهاض الثورة اليمنية. ففي مدينتي إبوتعز خرج مئات الآلاف صباح اليوم في مسيرات غاضبة،جابت شوارع المدينتين،منددة بالعدوان الغاشم على اعتصام معلمي تعز والمتضامنين معهم من الطلاب والأهالي،كما هتف المتظاهرون بشعارات (الشعب يريد الزحف نحو القصر ) ( ياجماهير ثوري ثوري نحو القصر الجمهوري ) ،( الشعب يريد محاكمة السفاح ). وحذر المتظاهرون من التوقيع على أي مبادرة لاتنص على الرحيل الفوري والمحاكمة للرئيس المخلوع علي صالح وأبناءه وأبناء إخوته ومن تورط معهم في جرائم قتل المعتصمين والمتظاهرين السلميين. وامتلأت سماء مدينة إب اليوم بالبالونات التي كتب عليها " ارحل " و " الشعب يريد إسقاط النظام "، " والشعب يريد محاكمة السفاح ". وأعلن اليوم أمام الثوار بساحة الحرية بإب الأستاذ خالد نعمان الاصبحي رئيس نقابة المؤسسة العامة للطرق والجسور انضمامه لثورة الشعب السلمية ،وفك ما أسماه " ارتباط النقابة بحزب المؤتمر الشعبي العام". وفي سياق متصل شهدت محافظة الضالع صباح اليوم الاثنين خروج الآلاف في مسيرتين منفصلتين في مدينة دمت ومنطقة مريس في مديرية قعطبة استنكرتا الاعتداءات الآثمة التي طالت اعتصام المعلمين في مدينة تعز ونجم عنه سقوط 5 شهداء و300 جريح برصاص قوات الأمن المركزي. وقال الزميل نصر المسعدي إن التظاهرة جابت الشارع العام في دمت ذهابا وإيابا تتقدمها معدات الشق ( الشيولات ) التي اعتلاها المتظاهرون وهم يرددون الهتافات المطالبة برحيل النظام ومحاكمته على جرائمه ورفض المبادرات الخليجية التي قالوا بأنها منحت صالح الغطاء للمناورة وقتل واليمنيين. كما هتف المتظاهرون ( يا عدن الصمود.. أنتم للثورة جنود ) ، ( يا شباب واصل..واصل.. زلزل عرش الباطل ) ،( قسما يا وجع الجرحى.. نسقطه أو يتنحى ). وفي منطقة مريس تظاهر الآلاف في مركز الجبارة في مسيرة حاشدة تقدمها مشايخ ووجهاء المنطقة وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بتنحي الرئيس ومحاكمته ، ورفض أي مبادرة لا تتضمن وبكل وضوح على ذلك. ودان شباب الثورة بدمت التصعيد الجاري للنظام باستخدام الطائرات ، والدبابات ، وقصف القرى ، والمناطق اليمنية بها معلنين تضامنهم الكامل مع الضحايا والمصابين والمتضررين. كما عبروا في بيان صادر عن المسيرة عن رفض أساليب افتعال الأزمات في الغاز والبترول والديزل الذي يمارسها النظام والاستثمار الرخيص للمعانات التي تسببها.نعبر عن إدانتنا المطلقة للاختطافات والإخفاء القسري لشباب الثورة والأطفال الأبرياء الذي يقوم به بعض أجهزة النظام. وحيا البيان ما وصفه بالزخم المتزايد وتصاعد وتيرة المسيرات والمظاهرات والعصيان المدني وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود في إسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وفي مدينة صعدة خرجت مسيرة حاشدة صباح اليوم جابت شوارع المدينة، رفعت فيها اللافتات التي تعبر عن رفضها للحوارات والمبادرات التي لا تلبي مطالب الشعب الذي ثار على الظلم والفساد والاستبداد. وقال المتظاهرون في بيانهم أنه يجب على الجميع الوقوف بمسئولية تجاه التحديات التي تواجه الثورة والتوحد والصبر والصمود لمواجهة محاولات النظام اليائسة والتي يسعى من خلالها إجهاض الثورة والالتفاف عليها. ونوه بيان الجماهير أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال الاستمرار في الحوار مع النظام لا سيما وهو يقتل أبناء الشعب ويعتدي على المسيرات السلمية في مختلف أنحاء البلاد، فزمن الحوارات مع النظام قد ولّى يوم أن بدأت هذه الثورة السلمية، وعلى النظام أن يستجيب لمطالب الشعب ويحترم إرادته. وفي جنوب اليمن وسط البحر العربي، خرجت مساء اليوم في العاصمة حديبو سقطرى تظاهرة رجالية حاشدة انطلقت من ميدان التغيير في العاصمة حديبو الذي يعتصم فيه عدد من شباب التغيير في سقطرى. وقد طالب المتظاهرين بسرعة تنحي النظام ومحاكمته وعدم القبول بأي مبادرة لاتلبي مطلب الثورة الواضح وهدفها الرئيسي في رحيل نظام ،وحيا المحتشدون صمود أبناء الحالمة تعز والحديدة وطالبوا بالقصاص العادل من القتلة. وفي محافظة أبين، جنوبي اليمن، خرجت مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة زنجبار عصر اليوم الاثنين حاملة لافتات كتب عليها عبارات متعددة تندد بمراوغات صالح وبنظامه الفاسد وتدعو إلى الزحف على القصر الرئاسي. وقال مراسل الصحوة نت في أبين "منصور بلعيدي" إن المتظاهرون رددوا هتافات تدعو إلى تصعيد نضال الثورة الشبابية وتصف صالح بأنه صنوان ونظيراه القذافي والأسد، وانتهى بها المطاف إلى مخيم ائتلاف الثورة الشبابية وسط المدينةزنجبار لتتحول إلى مهرجان خطابي ألقيت فيه الكلمات كان أبرزها كلمة اسر شهداء محرقة 7 أكتوبر التي تناول فيها الأخ محسن سلطان كيف تمت المحرقة التي راح ضحيتها أكثر من 140 بين قتيل وجريح. ووصف صالح بأنه هتلر اليمن والمجزرة ب(هولوكست اليمن)، كما أشار إلى أن النظام لم يكتف بهذه المجزرة وما زال مستمراً في إزهاق الأرواح وآخرها ما حصل الأربعاء الماضي في زنجبار من إقدام عناصر الأمن المركزي على قتل أكثر من 7 مواطنين في سوق القات بدم بارد ضمن سلسلة مجازر النظام ضد الشعب اليمني الثائر. كما ألقى "محمد غالب أحم"د عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، كلمة مقتضبة عبر الهاتف من صنعاء قدم فيها التحية لشباب الثورة في أبين وترحم على الشهداء في محرقة 7 أكتوبر وفي زنجبار، مؤكداً أن من أقدم على مجزرة الخميس الدامي في 23 يوليو 2010م في زنجبار هو نفسه من أقدم على ارتكاب مجزرة 7 أكتوبر. وأضاف: لقد لاحظنا جميعا جمعة الوفاء للجنوب وكيف قدم أبناء اليمن التحية الأخوية الخالصة لإخوانهم في الجنوب وكانت صورة رائعة معبرة عن وفاء حقيقي وكأنها وقفة جديدة لإعادة الوجه المشرق للوحدة اليمنية التي أساء إليها النظام الفاسد. واختتم كلمته قائلاً: "أنتم أيها الشباب المنتصرون لأنكم تشكلون 65% من تعداد السكان فأنتم الأغلبية الحقيقية وقد سلمنا لكم مشعل الثورة فحصرتم النظام في زاوية ضيقة اسمها ميدان السبعين فلا تحسبوا أي حساب للجموع المحشورة بالمال في ميدان السبعين لأنهم أشبه بحلق ساعة" وتلا قصيدة شعرية تؤكد تلاحم الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه مع ثورة الشباب حتى إسقاط النظام. كما تخللت المهرجان فقرات إنشادية ومسرحيات (اسكتش) عبرت في مجملها عن نصرة الثورة الشبابية والإصرار المستمر على المضي قدماً حتى إسقاط النظام. وفي مدينة ذمار أصيب سبعة طلاب بالرصاص الحي والأحجار باعتداء نفذه بلاطجة النظام على مسيرة لطلاب جامعة ذمار طالبت باسقاط النظام ورحيل صالح. ونقل مراسل الصحوة نت في ذمار "عبد الله المنيفي" عن طالب شاركوا في المسيرة قولهم إن بلاطجة مسلحون اعتدوا على مسيرة انطلقت من أمام رئاسة الجامعة شارك فيها الآلاف من طلاب وطالبات جامعة ذمار، واطلقوا الرصاص الحي على الطلاب أثناء توجههم إلى ساحة التغيير ورشقوهم بالأحجار، ما أدى إلى إصابة 7طلاب بإصابات مختلفة، اسعفوا على إثرها إلى المستشفى الميداني لساحة التغيير. وكان الطلاب قد بدأوا بتنفيذ اعتصام أمام رئاسة الجامعة احتجاجاً على قرار رئيس الجامعة استمرار الدراسة رغم قرار نقابة هيئة التدريس بايقافها، أسوة بالجامعات اليمنية التي يشارك نسبة كبيرة من طلابها في الاعتصامات. ودانوا خلال الوقفة الممارسات التعسفية التي يمارسها رئيس الجامعة، وما يواجهه طلاب الجامعة من إرهاب نفسي من قبل قيادة الجامعة. وردد الطلاب هتافات غاضبة على ما وصفوه جريمة نظام علي صالح في محافظة تعز ضد المعلمين، والتي أدت إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة العشرات، كما هتفوا برحيل صالح، مجددين رفضهم لأي مبادرات، كما رفعوا شعارات تضامنت مع أبناء محافظة تعز. وأكدوا أن محاكمة علي صالح وأبناءه وأركان حكمه أمر لا تراجع عنه بعد أعمال القتل التي ارتكبوها ضد شباب اليمن المسالمين، معبرين عن استنكارهم للمجازر التي يرتكبها علي صالح وقواته في محافظة تعز.