شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة صباح ومساء اليوم السبت بالتزامن مع عصيان مدني شامل في إطار التصعيد الاحتجاجي الشعبي المطالب بإسقاط ومحاكمة نظام صالح الممتد حكمه منذ 33 عاماً. ورفع المتظاهرون في المسيرات التي خرجت في سقطرىوإبوتعز والضالع، لافتات تندد باستمرار مجازر النظام بحق المتظاهرين السلميين، وتطالب دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مبادرتها التي أكدوا بأنها وفرت لصالح غطاء لقتل شباب الثورة السلمية. وشهدت جزيرة سقطرى، في البحر العربي، تظاهرة نسائية حاشدة مساء اليوم السبت، جابت شوارع مدينة حديبو عاصمة الجزيرة، حاملة اللافتات ورددت الشعارات المطالبة بإسقاط نظام صالح ومحاكمته على ما ارتكب من مجازر دموية بحق المتظاهرين سلميا في مختلف المدن اليمنية. كما تظاهر الآلاف مساء اليوم في مدينة المكلا تنديدا باستمرار مجازر النظام في إبوتعز، ورفضاً للمبادرة الخليجية، مطالبين بسحبها ومحذرين الأشقاء والأصدقاء من استعداء الشعب اليمني. وفي مدينة إب اعتصم اليوم العشرات من طلاب وطالبات جامعة إب أمام نيابة الاستئناف بالمحافظة احتجاجا على الإفراج "البلاطجة" عن المتهمين بإطلاق النار على اعتصامهم داخل الجامعة الأربعاء الماضي بعد أن تم القبض عليهم من قبل المعتصمين، وأحالتهم إدارة الأمن إلى الأمن المركزي مساء ذلك اليوم. وحمل الطلاب لافتات تطالب بمحاكمة البلاطجة ومن يقف ورائهم، وتدعو النيابة للانحياز للحق والعدل وليس للظالم. ورفض المعتصمون الإستماع إلى رئيس النيابة الذي خرج للتحدث إليهم، مطالبين بإعادة الجاني إلى السجن وتحويله إلى المحكمة حسب القانون. كما اعتصم اليوم السبت طلاب المعهد العالي للعلوم الصحية بمحافظة إب للمطالبة بإيقاف الدراسة حتى إسقاط النظام، وهو ما قوبل بالرفض والتعنت من قبل إدارة المعهد . هذا وما تزال مدينة إب تعيش حالة من الحزن والأسى على شهداء وجرحى المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات الحرس الجمهوري ضد المشيعين لجنازة شهيد الأربعاء بالعاصمة صنعاء ابن محافظة إب الشهيد إبراهيم "احمد محمد سيف", وقد سقط في مجزرة أمس ثلاثة شهداء وأصيب العشرات سبعة منهم في حالة خطيرة يتلقون الإسعافات في عدة مستشفيات واحدهم حالته حرجة جدا تم نقله إلى مدينة تعز لتلقي العلاج. وندد شباب الثورة في إب باستمرار ما أسموه ماكينة الكذب والافتراء من إعلام السلطة المشارك بالجريمة عبر تغطيته على الجناة وتحويل الأحداث وقلب الحقائق. مستنكرين الكذب الممنهج من قبل الناطق باسم المؤتمر طارق الشامي والذي أنكر يوم أمس وجود معسكرات للحرس الجمهوري في إب، وهو ما اعتبره ثوار إب "دليل على عدم علمه بشيء ويمارس هوايته بالكذب, لان معسكر الحرس الجمهوري يتواجد في معسكر الحمزة جنوب غرب مدينة إب منذ ما يقارب ستة أشهر". وفي مدينة تعز، جنوبي غربي اليمن، استهل شباب الثورة اليوم السبت باستمرار تصعيد احتجاجاتهم السلمية المطالبة بإسقاط نظام صالح ومحاكمته، مجددين رفضهم للمبادرة الخليجية. وجابت شوارع تعز صباح اليوم مسيره حاشده انطلقت من الجهة الغربية للمدينة، وتفرعت إلى مسيرتين عند وصولها إلى جولة وادي القاضي، اتجهت الأولى صوب شارع جمال منددة بالمجازر التي يرتكبها النظام ضد المتظاهرين السلميين آخرها ما تعرض له شباب مدينة إب من قتل وقمع عنيف من قبل قناصة الحرس الجمهوري. وبمجرد أن وصل المتظاهرون أمام شركة النفط اليمنية ومكتب الخدمة المدنية بدأ قناصة ممن يوصفون بالبلاطجه بإطلاق النار عليهم بكثافة مماأسفر عن إصابة 30 متظاهرا . يأتي هذا في حين توجهت المسيرة الثانية صوب إدارة البحث الجنائي للاحتجاج والمطالبة بالإفراج عن إخوانهم من شباب الثورة الذين تم اعتقالهم في احتجاجات الأيام الماضية وتمكن المتظاهرين من محاصرة مبنى إدارة البحث الجنائي وهددوا بإحراقه ما لم يتم تسليمهم الشباب المحتجزين .. الأمر الذي اضطر المسؤولين في إدارة البحث الجنائي بالإفراج عن الشباب المعتقلين. كما اتجهت مسيره أخرى من شباب الثورة صوب مبنى الكهرباء لإقفاله إلا أن تعزيزات أمنية غير عاديه سبقتهم إلى المكان برفقتهم ما لا يقل عن 40 " بلطجيا " وقاموا بفرض طوق أمني على المنطقة التي يقع فيها مبنى الكهرباء وتمكنوا من تفريق المسيرة قبل وصولها إلى هدفها. وفي محافظة الضالع، خرج المئات من أبناء دمت ومريس في مسيرات حاشدة ظلت تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية لعدة مرات وهي تردد الهتافات المطالبة بتنحي صالح ومحاكمته على جرائمه وتدين استهداف المتظاهرين العزل من قبل قواته في صنعاءوإبوتعز والبيضاء، فيما شهدت مديرية الشعيب مهرجان نسائي حاشد أعقبته مسيرة للتنديد بمجازر النظام بحق المتظاهرين والمطالبة بتنحيه الفوري ومحاكمته . وتزامن المسيرات مع عصيان مدني شامل في دمت وقعطبة والجبارة في منطقة مريس صباح اليوم السبت وبنسبة نجاح تجاوزت ال80 % استجابة لدعوة شباب الثورة السلمية . ففي مديرية قعطبة حقق الإضراب نجاحا كبيرا في مركز المديرية (قعطبة) فيما شهدت منطقة الجبارة (مريس) التابعة لذات المديرية إغلاقا تاما لكافة المحال بما في ذلك الباعة المتجولين الذين تفاعلوا مع الدعوة بنسبة 100%. وفي مدينة دمت التي تشهد إضرابا هو الأول في تاريخ المدينة وبنسبة نجاح تجاوزت ال80%، شوهدت المحال التجارية والمطاعم والبوفيات في الشارع العام وشارع عامر بن عبد الوهاب وكذا المحال الواقعة داخل المنتجعات السياحية والأحياء الخلفية وهي مغلقة بالكامل على امتداد تلك الشوارع إلا ما ندر من بعض المطاعم، كما شوهدت بعض تلك وقد كتب على أبوابها عبارات بلوحات ورقية "مغلق استجابة لدعوة شباب الثورة في العصيان المدني حتى إسقاط النظام". وقد فاجأت الاستجابة الكبيرة لمختلف القطاعات كثيرين وخاصة بلاطجة النظام الذين كانوا يراهنون على عدم تجاوب التجار وأصحاب المحال التجارية المختلفة مع الدعوة . وفي محاولة فاشلة لإفشال العصيان وإثناء التجار عن مواصلة ذلك قام محافظ الضالع "علي قاسم طالب" بزيارة مفاجئة للمدينة غير أن زيارته تلك لم تفلح في الحصول على أي خطوة. وقد دفع نجاح العصيان المدني في دمت ببلاطجة الحزب الحاكم إلى الخروج للشارع بأسلحتهم محاولين الاعتداء على بعض المواطنين وقاموا بإطلاق النار لاستفزازهم لإحداث فوضى ومشاكل للتشويش على نجاح العصيان. وقام بلاطجة عقب صلاة الظهر بالاعتداء على نجل رئيس فرع الإصلاح بدمت "صالح الربية" بالضرب بأعقاب البنادق ما إلى إصابته بعدة إصابات في الرأس . وكانت الغرفة التجارية والصناعية واللجنة الشعبية لدعم ومساندة الثورة السلمية في محافظة الضالع قد دعتا كل القطاعات التجارية والصناعية في عاصمة المحافظة ومديرياتها إلى عصيان مدني شامل لكافة المحلات يوم غد السبت في كل مدن المحافظة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشر ظهرا وذك تضامنا وتأييدا ومناصرة للشباب الثورة السلمية، داعية المرافق الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتجاوب مع هذا الإضراب والالتزام به. وقد تلقى رئيس الغرفة التجارية والصناعية في محافظة الضالع "سعد سعد الزقري" للتهديد بالتصفية الجسدية وكلام بذي وغير لائق من شخص مجهول من الرقم ( 733316365 ) على خلفية دعوته وأعضاء الغرفة التجارية تجار المحافظة للعصيان المدني الشامل يوم غد السبت من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا استجابة لبرنامج التصعيد الذي أقرته اللجنة التنظيمية العليا لثورة الشباب السلمية. وفي تصريح ل"الصحوة نت" قال سعد الزقري إن مثل تلك التهديدات لن تثنيه وغيره عن مواصلة السير في مناصرة الثورة الشبابية السلمية حتى إسقاط النظام ومحاكمته.