" التغيير" عبد الحكيم الفقيه: النظام الراهن يستند على ثقافته الشمولية المكتسبة من فسيفساء التداخل الأيدلوجي القريب إلى الشمولية ضمن منظومته الثقافية التي تشكل جمجمته وعقليته العنيفة. وتعد ثقافته امتداد طبيعي لثقافة الإلغاء والإقصاء والتصفية والمحو وهي تمثل وقود استمراريته كمغتصب وقح للسلطة وإن مكيجته ثقافة الاستشارة والتبريرات. فلا جديد في أولوياته سوى الموت والإفساد والقتل الحار والبارد تحت ضوء شمس الله أو تحت جنح بهيم الشيطان. إن تروس عجلته تخلق وفق وتيرتها الظروف التي تتجلى فيها مشاريعه الطائفية وحقده التاريخي وديماغوجيته المقيتة فلم يكتف بنشر ثقافة التفرقة والجحود بالإنسان ولم يكتف بإصابة التاريخ في مقتل بل كبل ومزق الإنسان وجغرافيته ليجد نفسه بعد ثلاثة وأربعين عاما من الثورة ينشر ثقافة الإخطبوط و ويجسد طبيعة علي بابا والأربعين حرامي ويكرس شعارات ممقوتة وغير مألوفة في يمن لا يفدي سوى وطنه بالروح والدم ولا يفدي الطغاة مطلقا مغرقا مجتمعه ومكبله في ثقافة " الجمعة الجمعة" و"من كتب لبج" و" محاربة عدم اللامبالاة" و" القضاء على محو الأمية" كمهمات جسيمة تنتصب أمام النظام في هذا الوضع والمنعطف الخطير الذي "يمر به الوطن والأمة" وعوج بن عنق ولنظام اللانظام ناطقون رسميون باسمه بل دكتاتورية تستولي حتى على المنطوق والناطق الأول لخزعبلاته. لم يكن محض صدفة نعت الثقافة الرسمية بالإرهاب ومخاصمة السلم والعدل الاجتماعيين فكافة مؤسسات صنع ثقافته لا يسوسها سوى ناموس وديدن الرعب والإرهاب وتبرير القتل وسفك الدم والترويج لأنهار الدم الأحمر في هذا الزمن الأحمر حيث الحاضر اليباب والمستقبل الأكثر قتامة وحلكة ودموية أيضا. لكن هيهات هيهات فالشعب الذي يصنع الطغاة سيأكلهم كأصنام التمر.