" التغيير" خاص وردة العواضي: رأينا الديمقراطية كيف تكون في بلادنا...في بلد نسبة الأمية فيه تفوق بكثير نسبة المتعلميين...في بلد يجهل المواطنون كيف تمارس الديمقراطية ...في بلد يعيش المواطن في وهم اسمة الحرية وهو عاش منذ نعومة اظافرة كيف يكون عبداً للحاجة وكيف يبوس اليد التى لا ترمى له سوى الفتات... ديمقراطية ...مختلفة عن تلك التى يتحدثون عنها في الفضائيات...ديمقراطية تكون ممارساتها بطريقة مقيتة ,,يضحكون على عقول هؤلاء المواطنون الاميون والمتعلمون الاميون ايضاً..بطريقة تخدم مصالح فئات معينة ..يقولون نحن في بلد ديمقراطية وهم يحصلون على ثروات الوطن , يعيشون في قصور, يشترون سيارات البورش الباهظة الثمن التى يصعب ان يشتريها نجم في هليوود... ومن اروع مفهوم الديمقراطية في بلادنا تلك التى شاهدناه قبل ايام في شوارع العاصمة..تلك الحشود التى جمعت( ولم تأتي من تلقاء نفسها) من المرافق الحكومية , وزارات , مستشفيات مكاتب , محافظات ايضاَ , جمعت بطريقة اشبه بطريقة جمع الاغنام والمواشي,...والمثير للضحك ان الاكثرية فوضوا رأيهم لمعديين المسيرة ليتحدثوا بالألسنتهم.. فيكفي وجودهم صورة بدون صوت حقيقي من الداخل.. ان يرشح الرئيس نفسة...في نفوسهم الاستنكار ولكن الخوف والذل قابع في نفوسهم ...,, وسكوتهم عن الحق جعلهم في صورة الأغنام التي تجر إلى حيث لا تعلم!!!, حالة صعب ومؤلمة أن يصل الاستهتار بمعاناة هذه البلد الى هذه الدرجة..بدرجة الأستخفاف بعقول الناس حتى أصيب الكثير بأحباط وهم يقولون :لا فائدة ,سينتهى بنا الامر هكذا مع هذه الحكومة..سننقرض!!! إن بقايا القوارير المياه والعصائر التى امتلئت في شارع السبعين حيث تمت فية المسيرة , وكذلك القادمون من المحافظات ونزلوا في فنادق على حساب من اعدوا المسيرة ..تجعلك تفهم اكثر واكثر اننا في بلد مميزة .. ما يمارس فيها مميز, وكل شيء فية مميز, ديمقراطية مميزة تملؤك حسب ما هم يريدون وليس حسب ما تريد انت ,, ديمقراطية تاتي اليك بالسيارات والباصات على حسابهم لتملأها فيك فقد وتكون شاركت في حقك الديمقراطي دون ان تتعب , فكل شيء مسهل لك في هذه الحالة طالما تصب في خدمتهم.. فهي ديمقراطية على متناول يدك.. لم اظن ان السخرية والاستهتار تصل الى درجة ان تكتب شعائر تقول فيها : لمستقبل واعد, اكمل المشوار , التنمية.." ولست ادري عن أي تنمية يتحدثون عنها هؤلاء المرتزقة , ربما نحن متشائمون لدرجة اننا لا نراى هذه التنمية ..أو قد أصابنا العمى...ربما يتحدثون بلغة غير لغتنا ,,او ربما هناك سوء فهم لمفهوم التنمية لدينا ولديهم , قد نحتاج إلى تبادل المصطلحات فيما بيننا حتى لا نكون في وادي وهم في وادي ...او قد نحتاج لعقد مؤتمر تبادل المصطلحات حتى نتفق في ما بيننا في تعبير التنمية..او ربما نحتاج الى تبادل ثقافات, فهم يعيشون في ثقافة غير ثقافتنا وفي يمن غير اليمن الذي نعيشه فيه نحن من عامة الشعب .. فهم يعيشون في يمن المزدهرة بالتنمية , يمن فيها قصور وفيللا واخر موضات السيارات واحسن السفريات , والمدارس الخاصة الامريكية والبريطانية وغيرها, والدراسة خارج اليمن...نعم هم يعيشون في التنمية لهم وحدهم , هم لديهم كل خيرات الوطن ...ونحن لا...وطالما ما يقصدونه هكذا.. فبالفعل هم لم يقولوا شيء غير موجود , فهم يتحدثون عن انفسهم فما زال المستقبل واعد امامهم ..طالما سيجنون الكثير والكثير..طالما سيأخذون اليابسة ايضاَ بعد ان انهوا الاخضر من البلد.. اما التنمية التى يريدوا ان يعمموها علينا جميعا وانا اصر اننا وهم لا نعيش على نفس بقعة ارض اليمن".... التنمية التى حققت للشعب على سبيل المثال في جانب الصحة , فهي مركز وحيد سرطان في عموم الجمهورية ومازالت امكانياتها في طور الولادة مثلما يقولون الاطباء هناك,,لدينا مركزان لغسيل الكلى في العاصمة صنعاء يتوافد اليها من المحافظات التى تنعدم لديها هذه المراكز ..وللعلم ان المراكز لا تستوعب كل المرضى لقلة عدد الاسرة لديهم ,بالاضافة الى العلاجات التى لا توفرها وزارة الصحة الا بتقطير لسد الرمق....يكاد المواطنون لدينا يموتون من شدة التنمية بل يكاد يحسد على وضعة وهو هزيل بلا صحة يصاب بالامراض البيئية التى تخلصت منها الدول التى بحق لديها تنمية ...فالملاريا والبلهارسيا والكبد البائي كلها من التنمية التى يجنيها هذا المواطن.. والمضحك والمبكي ان هذا المواطن لا يقول "آآآآه" ..لا يشكو عندما ينقاد الى المسيرة كالغنم ولا يقولو انه موجوع من شحة التنمية..لا يطالب وهو يطالب الرئيس ان يرشح نفسة في الانتخابات..انه موجوع..وقفد الاحساس بالألم حتى اصبح متبلد المشاعر..بسبب وهم آثار التنمية التى افقدتهم كل الحواس... لقد سقطنا...سقطنا وزناً وقيمةً..مثلما سقطت عملتنا بفضل التنمية المتوارية علينا عاماً بعد عام ..لقد اصبحنا بلا قيمة, تنتهك حقوقنا وكأنه لم يكن...فمازال دم الحامدي لم يجف بعد ولم يأخذ الجناة عقابهم...ومازال الطفل عبد العزيز سليمان اسيراً .. لان احد فاعليين الخير تبرع له بمبلغ سال لعاب اعوان التنمية ليشاركوا معه الغنمية..لقد اصبحنا بلاقمية سوى في الداخل او في الخارج بفضل هذه الحكومة الأبية التى تمتص دماءنا والتى لم تمل عن فسادها.. اذا كان اغلبية الساحقة هذا الشعب مسحوق ويعيش في أسوار العبودية لدرجة انه لا يعطى له الحق ان يعبر عن مواجعة لا السخرية منه بتنمية لا يلمسها..ويتحدثون نيابةً عنه وكأن ليس لدية لسان ..حتى الالسنة تعار في هذه الحالات..يكون هناك على الاقل قليل من الحياء , قليل من ماء الوجه ..لان هذا الشعب ليس أحمق ليصدق هذه التخاريف..فهو بالفعل فقد الإحساس بسبب مفعول القات التى تجعله يعيش في قصور ولكنه يعلم جيدا الكابوس الذي يعيش فيه.. واقترح بعد هذه التخاريف التى تكتب شعارات على الشوارع ان يكون هناك مشروع اسمة " استيراد ماء للوجه" لأنهم ليس لديهم أي قطرة ماء على وجههم ..بعد ان وصل الأمر ان يحاسب الفساد الشعب عن دورة في منع الفساد..مضحكاً بالفعل هذا هههههههههه... وبعد كل هذا ارجوا ان لا نصبح في المستقبل نحن المواطنون جزء من مشاريع التنمية التى تقوم بها الحكومة بعد أن استنفذت كل خيرات الوطن الأخضر واليابسة , نباع في المزاد العلني ....وتصبح اليمن ارض خالية من السكااااان...وتباع هي ايضأ..وتنقرض الى الابد.!!!