تذهب المشاورات اليمنية المزمع عقدها في جنيف برعاية الأممالمتحدة « إلى مسارات غامضة » في ظل تواتر الأنباء عن جملة من العراقيل وضعتها مليشيات الحوثي الإنقلابية ، واخرها الإصرار على محاولة « تهريب قيادات حوثية » عبر مطار صنعاء بمبرر أنهم جرحى ، وفقا لمصادر سياسية مقربة من الرئاسة اليمنية . ويقول وزير الخارجية اليمني خالد اليماني ، أن بقاء الوفد الحكومي في جنيف من عدمه « سيتحدد خلال ساعات » ، ما يضاعف القلق من احتمالية إعلان فشل هذه المشاورات قبل أن تبدأ . وكان وفد الحكومة اليمنية الشرعية قد وصل إلى جنيف الثلاثاء الماضي ، لخوض هذه المشاورات التي كان من المقرر عقدها اليوم الخميس ، إلا أن رفض وفد الانقلابيين مغادرة العاصمة صنعاء واللحاق بالوفد الحكومي قد عمل على تأخيرها إلى أجل لم يتحدد حتى اللحظة . وعبر تاريخ طويل من المحادثات التي خاضتها الحكومة اليمنية مع الانقلابيين ، أظهرت الحكومة اليمنية مستوى عاليا من الالتزام عبر وفدها الرسمي ، بالحضور مبكرا والالتزام بمحددات الأممالمتحدة في جميع المشاورات . إلا أن الانقلابيين وعبر مختلف هذه المراحل لم يعكسوا حرصا جديا على السلام ، وتعاطوا في مختلف المراحل مع جهود الأممالمتحدة « بالكثير من الاستهتار » كما حصل مؤخرا مع وفد المليشيات الذي عمل على عرقلة المشاورات عبر فرض شروط جديدة وغريبة مشترطا تنفيذها مغادرته إلى جنيف . وتفيد المعلومات المتواترة من دوائر سياسية في الحكومة الشرعية أن وفد الانقلابيين « وضع شروطا جديدة لم يتم طرحها أو مناقشتها مع المبعوث الأممي وفي مقدمتها طائرة نقل خاصة وتسفير جرحى » . وتشير مصادر حكومية في هذا السياق إلى أن موضوع الجرحى تم التفاهم حوله مع الانقلابيين بالاتفاق مع منظمة الصحة العالمية قبل أشهر . لافتة إلى أن طرح الموضوع الان يأتي في إطار « تعنت المليشيات ، واستهتارها بالاتفاقات المبرمة مع الأممالمتحدة ، وعدم جديتها في خوض مشاورات سلام » . مطالبة المبعوث الأممي باتخاذ موقف إزاء هذا التعنت والإصرار على إفشال المشاورات