كان أول غدر في الاسلام وانتهاك لحرمات العبادة وبيوت الله من قبل مشركي قريش حين نقضوا عهد الحديبية وأعانوا بعض المشركين من حلفائهم على بني خزاعة الذين هم في عهد وحلف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقتلوهم وهم في صلاتهم فجاء عمرو بن سالم يستنجد برسول الله من خزاعة وأنشده الشعر المشهوروفيه : يا رب إني ناشد محمدا * حلف أبيه وأبينا الأتلدا إن قريشا أخلفوك الموعدا*ونقضوا ميثاقك المؤكدا هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا فقال رسول الله : «نصرت يا عمرو بن سالم» ثم كان ذلل سببا للفتح الأعظم فتح مكة وإنتهاء الشرك والمشركين فيها . ثم جاء بعده اغتيال ابي لؤلؤة المجوسي لسيدنا الفاروق رضي الله عنه في المسجد النبوي وهو يصلي الفجر .. ثم كان تآمر الخوارج على أمراء المسلمين الذي كان فيه اغتيال سيدنا الإمام علي بن ابي طالب الخليفة الرابع رضي الله عنه وكرم وجهه ... فإذن استباحة حرمات بيوت الله وقتل عباد الله وهم يمارسون عبادتهم وشعائرهم فيها هو فعل لم يسبق إليه إلا المشركون والمجوس وخوارج هذه الامة الذين هم كلاب أهل النار .. **** حين بدأت الفتنة في اليمن لم نلبث إلا قليلا حتى أتحفتنا وثائق ويكيلكس الأمريكية بخبر لقاء الملياردير الأحمر بمسئولين أمريكيين ونقله لهم عزمه على الاطاحة بنظام صالح وطلبه نصرتهم وتأكيده لهم أنه استطاع أن يجتذب اليه أنصارا من اقرب المقربين للرئيس صالح وأخبرهم عن اتصالاته بكل من الحراك وأحد قادة الحوثيين وغيرهم وعرض عليهم باسم حزبه "المتأسلم" أن يكون طوع أيديهم ويغير ماشاءوامن توجهاته وكيف أن ثورته ستكون على نمط انتفاضة اندونيسيا على سوهارتو وتفاصيل كثيرة يندى لها جبين كل يمني وعربي أصيل ناهيك عن المؤمنين .. اللافت في الأمر أن قناة الجزيرة المقيتة وهي تنشر هذه الأخبار بتفاصيلها عن ويكليكس لم تنس أن تخبرنا نقلا عن مقربين أنه إذا لم تنجح الانتفاضة فإن هناك طريقة أخرى للقضاء على صالح وحكمه .. ظل المتتبعون يترقبون ماعسى أن تكون هذه الطريقة خصوصا وأن الفشل الحقيقي كان حليف المتآمرين رغم كل الوسائل الوضيعة التي اتبعوها ورغم التغطية الاعلامية العوراء والفاجرة التي قامت بها قنوات الافك والتزوير العربية والعالمية ولكن انتهض شعب اليمن ليحدث المواجهة الشرسة لقوى الفتنة فعجزت كل اساليبهم عن تحقيق نتيجة حاسمة لصالح الخوارج البغاة . . **** جاءت جمعة رجب بكل ماحملته من غدر وغيلة وخيانة لتظهر لنا ماكان مخفيا وبدى أن هناك قوى عربية وعالمية كانت وراء الحدث ليست التقنية العالية فحسب بل تبينت حقائق غريبة بعدها فما إن انتقل الرئيس الصالح و رفاقه المصابين الى الخارج للعلاج حتى تناقلت قيادات الخوارج فيما بينهم رسالة هاتفية تقول أن السفير الأمريكي طلب من قيادة المشترك أن يفكروا في ترتيب وضع مابعد حكم صالح .. وأذكر أيضا في تلك الفترة أنه حصل تواصل بيني وبين الصديق الأستاذ حسن زيد أمين عام حزب الحق وكان مما قاله لي : " أن هناك توجها لنسيان مامضى لدى الجميع وأنه سمع هذا من الشيخ حسين الأحمرفعجبت لذلك وقلت له يا أستاذي ألم تعلموا أنكم مطالبون بدماء قادة اليمن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها الذين اغتيلوا والذين سالت دماؤهم في النهدين " فسكت باستغراب وكأني به لم يكن يتصور أن ألناس سيطالبون بدمائهم طال الوقت ام قصر وشهادة لله أن الأستاذ حسن زيد كان قد أدان الحادثة في اول ايامها حين سألته وقال إن القتل غيلة لم يقره العرب في جاهلية ولا إسلام فكيف ببيت من بيوت الله وأنا وإن كنت أخاطبه باعتباره من الجمع ولكني استثنيته من المشاركة في حدود ما أبدى لي وأحسبه صادقا . **** باختصار لقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة لأولئك الذين خانوا الله ورسوله وشريعته والمؤمنين وهم يعلمون ونسوا حتى قيم الرجولة والمروءة الشرف . وظنوا أن الناس سيتركونهم ونسوا أن الله لو تركهم أهل الحق فلن يتركهم هو وقد استباحوا الشهرالحرام كما استباحوا بيت الله كما استباحوا دماء عباد الله الركع السجود وجاء ذلك في يوم عيد تعارف عليه أهل اليمن أنه عيد ذكرى دخولهم الإسلام وهكذا رأينا الله الذين استباحوا حرمة بيته وقتلوا عباده في غمرة شهوة السلطان التي تسلطت عليهم بعون أعداء الله لهم فأعمتهم لم ولن ينساهم فهاهو يطاردهم في كل بيت وشارع وفي كل بلد حتى ضاقت عليهم الأرض بمارحبت وماتزال فصول النقمة قادمة. فهل أدركوا من يطاردهم بعد ؟