من حمل السلاح يريد قتل المسلم مع علمه بتحريمه واعتقاده بذلك فإن أمره خطير جداً، فقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة على تعظيم قتل المسلم وفي الحديث»لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم»»ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»وفي هذا من الوعيد الشديد ما فيه. كيف يجرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويقدم على سفك دم مسلمة بغير حق وقد قال تعالى : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}النساء93 حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما لا توبة له، فالأمر في غاية الخطورة، قال عليه الصلاة والسلام»من حمل علينا السلاح فليس منا»وقد ذكر أهل العلم أن من يفعل ذلك مستحلاً لدماء المسلمين المعصومين فإنه يخرج من ملة الإسلام ويكون كافراً، لأن من استحل المحرم المعلوم تحريمه بالضرورة من دين الإسلام كفر والعياذ بالله فقوله عليه الصلاة والسلام»فليس منا»يحمل على حقيقته ليس من أهل ديننا والحديث من نصوص الوعيد التي تمر كما جاءت لأنه أبلغ في الزجر وأوقع في المنع. تأملت هذه النصوص وغيرها وأنا أشاهد وأرى ما تقوم به السلطة من مجازر في حق المعتصمين المسالمين في الساحات الذين ثبت للعالم كله أنهم لم يحملوا سلاحاً ولم يكسروا باباً ولم يخضدوا شجراً أو ينفروا صيداً، ولم يحرقوا أو يخربوا أو يعتدوا على نفس أو ما ل أو عرض. وأفظع ما في الأمر أنهم يقتلون غدراً وفي أوقات الصلوات ليلاً والناس ركعاً وسجداً، ثم يقتلون بدم بارد ويحاول القتلة إخفاء جريمتهم النكراء بأساليب مفضوحة وقد ذكرني هذا الحدث بما قامت به قريش من اعتداء على خزاعة ليلاً حتى يخفوا جريمتهم ولا يعرف القتلة بأعيانهم وقد قتلت قريش عدداً من خزاعة، ونقضوا بذلك العهد والميثاق الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج عمرو بن سلام الخزاعي إلى لمدينة مستنجداً بالرسول صلى الله عليه وسلم، فدخل المدينة وهو حاسر الرأس يلوح بيديه حتى دخل المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم جالس حوله أصحابه، فجعل يقول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رب إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا إلى أن قال إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست تدعو أحدا وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا وقتلونا ركعا وسجدا فانصر هداك الله نصرا أيدا قال له صلى الله عليه وسلم :»نصرت يا عمرو بن سالم»وكانت هذه الحادثة سبباً في فتح مكة. وإنني لأعجب من هؤلاء الذين يقومون بقتل المسلمين وهم في صلواتهم هل هم من أهل ملتنا؟ هل هم مسلمون؟ وهل هم من أبنا جلدتنا؟ أم هم مستقدمون من خارج الحدود لا صلة لهم بوطن ولا عروبة ولا دين، يحترفون القتل بالمقاولة،لا دين يردعهم ولا وطن يجمعهم، ولا رحم بيننا وبينهم ؟! وهل هذا العمل المدان حتى من الكفار، يرضي ضمائر من هم في سدة الحكم الوالغين في دماء الشعب !! وإلى متى سيظلون يراهنون وإنني لأقدم بهذه المناسبة تحية إكبار وإجلال إلى كل الذين أنكروا هذا العمل الإجرامي وقدموا استقالاتهم من المناصب الحزبية والعسكرية والسياسية وانضموا إلى ساحات التغيير ولم يقبلوا استباحة دماء إخوانهم المسلمين والولوغ فيها ثم محاولة تبريرها كما فعل النظام. ونحب بهذه المناسبة أن نذكر بقول أبي الفوارس الملقب بحيص بيص المتوفى ببغداد سنة 574ه: ملكنا فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسارى وطالما غدونا عن الأسرى نعف ونصفح فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح إن احتراف القتل واستباحة الدم ينبئ عن حقد دفين وطبع لئيم لا يفعله إلا كل عتل زنيم. والموعد بين يدي الله حين يقف الجميع بين يدي الجبار»يوم يقوم الناس لرب العالمين»»وأول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»»وويل يومئذ للمكذبين»