من خلال الدراسه التي قام بها المستعمرون الغرب في دراسة أعمالهم الاستعماريه التقليدية ونظرياتهم القديمة , فقد استنتجوا من هذه الدراسة , ان الاستعمار التقليدي يكبدهم او يلحقهم خسائر فادحة وتضحيات مادية وغير مادية , في حين انها غير ضرورية ومجديه ولم يعدو محتاجون الى كل تلك التضحيات الجسيمة من الاموال والأنفس لغرض تحقيق اهدافهم , بل توصلوا الى طريقة يرونها اكثر تمدن وتطور وتقدم في علم الاستعمار وفنونه وتطبيقاته . وفي ضوء ذلك فقد قرروا مغادرة بلادنا العربية تاركين (اللعبه ) خلفهم متمثلة في الحدود الجغرافية التي وضعها ذلك المستعمر وغذاها بنفسة , والفتنة الطائفيه والعنصريه التي زرعها في كل البلاد , وترك خيوط تلك اللعبه بين اصابعه لتبقى هذه الدول دائماً طوع بنانه ,يقوم بتحريكها وأثارتها في تنفيذ مؤامرتة ومخططاتة حسبما تقتضي اشباع رغباته. فأننا ما زلنا – مع الاسف الشديد في ظل عدم الوعي بمؤامرات العدو المتطورة , تاركين الفرص الموتية للاطماع والمكاسب الاستعمارية الغربيه , فقد أستهلكنا قوانا في أطار نزاعات داخلية , متجاهلين قواعد اللعبة الغربية الساعية لتفكيك وتفتيت بلادنا ,بل لخلخلة البناء الحضاري والثقافي .