ان ما حدث ويحدث في محافظة عمران لا يهم الشعب اليمني بقدر ما تهمه حياته وطريقة عيشة ولا يمكن لا احد تجاهل التيارات التي تغذي هذا الصراع، ولعل اهم اهدافها هو بقاء المحافظة تحت سيطرتها وبقاء نفوذها من اجل اهداف سياسية تسعى الى تحقيقها. لقد سيطر بما يسمى ب "حزب الاصلاح القبلي" باليمن في محافظة عمران على كل مراكز قوى الدولة ونفوذها القبلي والعسكري بداية بمحافظة عمران والذي سيطر فيها على المراكز التعليمة وحولها الى لجان تنظيمية تتبع حزبه وكان يقمع كل صوت مدني حر وحول محافظة عمران الى ولاية خاصة به يستمد منها نفوذه القبلي ومركزاً لثكناته العسكرية وجعلها ملك للقبيلة والتي حولتها الى سجون للناس البسطاء وكل ذلك يصب في مصلحة مشايخها ونفوذهم القبلي . ليست عمران لوحدها منطقه حصار محكمة لقبائل هذا الحزب وانما حاولت فرض حصارها على الكثير من محافظاتاليمن منها الجوف وصعده وغيرها وحاولت فرض حصارها حتى ضد القانون. لقد توغلت امراض هذا الحزب الخبيثة في جزء كبير من جسد الوطن وابنائه، لا يمكن لأي انسان حر ان ينسى ما لحق بأبناء الجنوب من صيف 1994م حتى اليوم من اضرار ونكبات خلال حرباً راح إزاءها الكثير من الارواح والممتلكات، وكان مفتيين "حزب الاصلاح" اول من استباحوا دماء ابناء الجنوب وافتوا بشن الحرب عليه. ولم يكتفي هذا الحزب العبثي بالعبث والحروب والدمار والقتل وانما لجاء الى سياساته الوقحة التي يمارسها بالظاهر وبالخفاء ضد المدنيين والتآمر على ما تبقى من احزاب اليسار القومية الوطنية الذي اغتال الكثير من قيادتها الشرفاء، ولم ينسى ان سبب اعتراف الشعب بحزب قبلي هدفه القمع والقتل والمصالح الخاصة هو تحالفه مع بقية الاحزاب المدنية كالحزب الاشتراكي اليمني الذي ضحى بخسائر فادحه من اجل الوطن وبناء دوله مدنيه حقيقية وكافح ولازال يكافح بعنوانه المدني النضالي ضد كل انواع الفساد والاجرام حتى التي يرتكبها جماعة ذلك الحزب الهمجي.