بكل حق يا معلمي الفاضل : أنت الحامي لثغور الإسلام بشرط إخلاصك لربك فبفراسة عقلك الذي يعرف الحق على حقيقته والباطل على باطله ، ثم لا يجامل هذا أو يداهن ذاك ، إنك بحق من يحمي العقول من عبث العابثين خصوصا في زماننا الذي كثر فيه الإفتراء بإسم الدين حيث قد جعل الكثير من المتكلمين الدين والإسلام مطية للفساد والإفساد . إنك بحق يا معلمي : من يكشف الأمور على حقيقتها إنك إذا كنت معتدلا وسطيا كما هو قدوتك نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنت بحق من أعظم المجاهدين في سبيل الله سبحانه ، بنور العلم والقلم توضح وتكتب بما يحمي العقول من عبث العابثين ولوث الغالين الزائغين ، فالتفسير بيانك والتاريخ سندك والفقه إمامك والجغرافيا دليلك والإنجليزي واللغات الأخرى المتعددة رموزك وألغازك والجيولوجيا وعلوم الأرض والسماء دليل معرفتك لخالقك والكيمياء والفيزياء مصدر إختراعاتك والرياضيات منمّية لعقلك وإدراكك والحاسوب والنت هما ما ترى العالم من خلاله فتكتب وتراسل وتخاطب من شئت بضغطات أناملك بتوفيق الله سبحانه . إنك أنت بحق يا معلمي : إن علمت كتاب ربك وسنة نبيك على مراد نبيك وقدوتك المعلم الأول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإن افتخر المفتخرون بدنياهم ومناصبهم وثرواتهم فلا تنسى أن تفتخر بحسنات تدر عليك مدرارا وتسجل لك حسنات لا تُعد ولا تُحصى فيا استاذنا ومعلمنا : حُقًّ لك أن تفخر ( إن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ) ؛ أي : تستغفر لك هذه الدواب ، وفي حديث آخر ( إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير ( ففهؤلاء ِكلهم وغيرهم كثير ٌو كثير بعض نتاجك ) . فبالعلم يقوى الفهم السليم ورجاله ويذهب الفهم السقيم وأذنابه وينتشر العدل ثم الأمن والأمان وعلى الله التكلان والله المستعان .