كم أشفق على ذلك الحزب الذي تغنت به السنت الكثير من الجماهير اليمنية وكم هتفت بحبة ولكنه دائما يضع نفسه في مستنقعات لا تليق به ويقترف حماقات لا تغتفر بحق عشاق جماهيره. ربما أن حزب المؤتمر تلاشى كثيرًا في الآونة الأخيرة وتراجع صيته كثيرا عن السابق حتى رأيناه اليوم يثور في ماراثونات الفأران الهائجة بجسم نحيل أهلكه التعب فالتجأ إلى محراب التعاسة وإلى عدوا الأمس ليتحالف معه قبل أن يصبح في عداد الموتى وقبل أن يكون اللاشي يذكر ,فبدأ بالمساومة مع خصومة واخضاعهم بل أستطاع بذكائه ودهائه عقلة أن يقنع من هو أهش منه في رقعة الملوك وسلاطين العصر بالتحالف الذكي عله ينال من حزب الاصلاح ويعيد المتراجحة إلى ما كانت علية في الأمس . حقيقة نحن نعلمها أن في السياسة لا عدوًا دائما ولا صديق مستمر ولكن عندما تسخر أجندتك وتتحالف لثأر من وطن احتواك بحبه وتغنى بعشقك له هنا يكمن الغباء إذ لم يكن عشعش الجنون على رأسك وعندما يظن البعض أن المؤتمر خرج كقرينه الحوثي فقط لا لغاء الجرعة وأسقاط الحكومة فهو جاهل ,وهذه تراهات بحد ذاتها ولا أعلم لماذا يقوم المؤتمر بتظاهر أن علاقته برئيس هادي لا زالت قائمة ولو كان كذلك لما ثار هذا الحزب المهتر ضد أحد من أعضاء الحزب من يتربع على كرسي السلطة اليوم ليظهر لنا حقيقة مفادها أن ثعابين المؤتمر لا تأبه بأعضائها وأنها تتلذذ بأكل أجساد من بني جنسها . ما جعلني أحكم بتلك الطريقة المسفة هو أن المؤتمر قبل أن ينزل إلى الميادين ليثور هو وقرناءه ويزيد من أتساع فجوة العنف وبؤرة الأحقاد المستمرة كان بالأحرى في مثل هكذا توقيت أن يساند الرئيس هادي وأن يكون بالقرب منه في مأزق لم يقترفه هو وحده ولكنه جاء بقرار عاجل بعد دوامة صراعات وحروب، إما مع جماعات المسلحة الحوثية وإما مع قادات التمرد من تنظيمات القاعدة الذي خلق هفوة في ميزانية الدولة. خروج المؤتمر وتحالفه ذاك لم يأتي من فراغ، وإنما من أجل تلقين نفس الضربة الموجعة التي تلقاها الحزب في عام 2011م ليسقط من على العرش مطأطئ رأسه وأذنيه وعيونه مسبلتان بالدمع مع قصة فراق الكرسي ونسى المؤتمر أن معركته هذه الذي يخوضها إنما هي معركة ضد الوطن فنحن في وضع لا نحسد عليه لا بد أن نضع الأحقاد على طاولة الماضي وأن نبدأ صفحة جديدة خالية من سخرية الماضي ومن مرارة عزفه ,من يقنع المؤتمر ذاك وله من الأبل مئة "بقرة" هكذا قال أحد المحششين. ما جعلني أقسوا بكلماتي على هذا الحزب هو محبي هذا الحزب الذي لم يقدم لهم سوى معاناة مستمرة فلا أعلم لماذا يتشدقون به هكذا، ولا أخفيكم القول إن أبي العزيز أدم الله عمره من محبي هذا الحزب فقط لا تسألني لماذا فأنا لا أعلم الإجابة حتى الأن. هذا ما كان بجعبتي لهذا اليوم وهذه محصلة واقع نعيشه ونلامس أثاره نتمنى أن يغير المؤتمر الإيدلوجية الغريبة التي ينتهجها إذ لم يكن لأجله كحزب فلأجل محبيه.