واضح ان تحرك "الحوثعفاشي" الحثيث منذ بدء مؤتمر الحوار وحتى سيطرته على عمران كان هروبا من الاصلاحات الاقتصادية القائمة على الحكم الرشيد وسحب البساط من تحت المتنفذين المستفيدين من بؤر الفساد خاصة في مجال "المرتبات" والمشتقات النفطية ... وكانت الاستماتة من التحالف الحوثعفاشي بعد تجفيف منبع تهريب المشتقات النفطية الذي سيحرمهم من مورد مهم يمثل اساسا لتمويلاتهم.. ان نحو ثلث ميزانية الدولة يذهب الى بندين رئيسيين هما : المرتبات و دعم المشتقات النفطية.. .. وهذين البندين هما اهم منابع الفساد التي كان يستثمرها النظام السابق في شراء الولاءات وتمويل مشروعاته الحزبية... فالموالين له اما لهم نصيب من تهريب المشتقات النفطية او... لهم اتباع يستلمون مرتبات من وظائف وهمية داخل المعسكرات او جهات حكومية اخرى... وما لا يخفى ان الاصلاحات الاقتصادية الهادفة الى تجفيف منابع الفساد التي شملت تجفيف منبع التهريب قد شملت ايضا شطب الوظائف الوهمية التي يقتات منها العديد من ابناء قبائل صنعاء الموالية لعلي صالح فلا تكاد تجد "قبيلي" في صنعاء الا وله راتب من الدولة 30,000 ريال على الاقل إما كعسكري في معسكر او تابع لشيخ كمرافق او سواق... وهنا جاءت الضرورة الملحة لسرعة التحرك قبل الضربة الثانية للفساد التي ستقع على رأس "الحوعفاش" المتمثلة في تطبيق نظام البصمة في المعسكرات والجهات الامنية والقطاع المدني قبل نهاية شهر اكتوير وفقا لقرار الرئيس الذي اصدره في 2/08/2014 بعد العيد فكانت "ثورة الفساد" التي يتزعمها الحوثي مستغلا فقر وجهل الكثيرين من الناس... تحركات الحوثي المدعوم من مناصري عفاش والنظام السابق يستعجلون التحرك قبل حتى ان تصرف العلاوات السنوية التي نص عليها قرار الاصلاحات الاقتصادية والتي من المقرر ان تصرف نهاية الشهر اغسطس2014 ولهذا كانت تحركاته سريعة ومباغته ومربكة للحكومة (دق الحديد قبل ان يبرد) وقبل ان يستلم الناس علاواتهم ويهدئون ولو قليلا.... انها بحق ... ثورة الفاسدين...!!