يقولون الغرور مقبرة المواهب,هذا في حال أن المغرور لديه موهبة في مجال ما,وعلى العكس من ذلك فقد تجد شخصاً مغروراً ,نتيجة توهمه بإمتلاك شئ ,او نتيجه تصور خاطئ عن حقيقة ذاته,وهذا ما ينطبق تماماً على الجماعه الحوثيه التى استيقظت في واقع لم تكن تتوقعه ,فظلت تتهور في دونما وعي يحكم تصرفاتها الرعناء, ففي3 اعوام وبعد تنحي صالح عن هرم السلطه,انكشفت سوءة النظام بكاملها,فأنتهز الحوثي كعادته الفرصه وتمادي في غيه؛مستغلاً حاله الفراغ الامني "والدوله الرخوه" ليتمدد يوماً بعد أخر,مطهراً الارض من كل شئ يتحرك ليعترض مسيرته "الشيطانيه".مدعوماً بسياسة الاسترضاء التي اتبعها الرئيس هادي,ناهيك عن استخدامه لتفكيك الطبقه الشماليه,بالتوازي مع السعي لتحشيد مواقف الاطراف الجنوبيه تحت لافته واحده(لغرض ما في نفس يعقوب) وفي هذه الارضيه الخصبه التى وجدها الحوثي,استطاع ان يبني ترسانه عسكريه كبيره,واشترى ولاءات من باعو ضمائرهم للشيطان؛فخارطة الولاءات القبليه في اليمن متغيره,"تبعاً لمن يدفع أكثر" وبعيداً عن الظروف التى ساعدت الحوثي على توسعه ,والتي لولاها لما استطاع ,وبإعتقادي انه في الوقت التي تزول فيه الظروف الموضوعيه التي كانت سبباً في توسعه ,سوف يجد الحوثي نفسه في مواجهة الجميع,واذا استمر في نفخ "فقاعته " حتماً ستنفجر ,فأمام الحركه الحوثي الاّن خياران لا ثالث لهما إما توظيف انتصاراتها العسكريه للضغط من اجل تحقيق مكاسب سياسيه "اَنيه إلى ان تتجسد شرعيه انتخابيه يتكشف فيها الحجم الحقيقي لهذه الجماعة,المتوهمة,أنها تتحدث بإسم الشعب...وهذه المكاسب ,لاشك انها ستزول. وأما الخيار الثاني فيكمن في استخدام السلاح" للإنتحار العسكري والسياسي والشعبي" ٍوبهذه يكون الحوثي قد اختارت لنفسها اقصر الطرق للهاويه...وهذا السيناريو يبدوا أنه الاقرب للتحقيق ,كون الجماعه تفتقر للقياده السياسيه المحنكه ,ولاتملك ادنى رصيد في التجربه التاريخيه,إضافة الى ان القاعده العنصريه التي يختار الحوثي بموجبها اعضاء"المجلس السياسي"تمنع أي واحد لاينتمي للهاشميين من الترشح ولو كان "زيدياً" او "متحوثاً" وهذا افقده العقل الاداري الذي كان سيحقق للجماعه قفزات كبيره في الواقع السياسي,بدلاً من استمرارالتخندق في الحرب. وبإنهيار الحركه الحوثيه, وفقدها عوامل قوتها,سواءَ المتمثله في التواطؤ الداخلي,او العامل الإقليمي ,كاستشعار السعوديه الخطر,او عزوف ايران عن سياسه الهيمنه والانكفاء على الذات ,خصوصاً أن سياستها الخارجيه طوال الفتره الماضيه ,خلقت اوضاعاً اقتصاديه صعبه,مما جعل الرئيس روحاني يرى ضروره التوقف عن النزعه "الإمبرياليه" ومن هنا سيقفد الحوثي الداعم الرئيسي ,وسيجد نفسه معزولاً ؛ليضطر في الاخير الى القاء السلاح والاندماج في النظام السياسي ,والتوقف هو الاخر عن مشروعه الطائفي البغيض,بدلاً من المجازفه بحركته ,هذا ان فكر بطريقة سليمه ولا أظنه كذلك لتفادي السقوط بنفس الطريقه التي صعد بها ؛لكن الواقع يثبت ان الحكمة غائبه ,وافواه البنادق ليس لها بديل ,والدفع الخارجي مازال مستمراً وهذا يسعدنا كون سيد"مران" لايملك مشروعاً وطنياً وإنماً هو أداه بيد "احلام الامبراطوريه الفارسيه" ممايجعل سقوطه حتمياً وبالتأكيد مدوياً...وسيندم حين لاينفع الندم!!!!