نعرف كيف أن حركة طالبان في أفغانستان اعتدت على كل قيم المجتمع الأفغاني فمنعوا النساء من الدراسة ، و العمل ، و الخروج إلى الأسواق من دون محرم ، و اعتدوا على دور العبادة فهدموها و أبرزها معبد بوذا ، و غير ذلك من الأفعال التي لا تتوافق مع الأعراف ، و القيم ، و العادات ، و التقاليد ، و الأديان لأي مجتمع انساني في العالم . وها نحن اليوم في اليمن الحبيب نشهد ذات الأعمال من قبل الحوثيين (طالبان اليمن) الذين هدموا المساجد ، و المدارس ،و اعتدوا على حرمات المنازل و نهبوها في دماج ، وصعدة ، وعمران ، و العاصمة صنعاء. و يمنعون النساء في صعدة ، و عمران من التسوق ، و قيادة السيارات بشكل فردي ، و ذات الامر أراد الحوثيون فرضه في العاصمة فبدأو باستيقاف النساء اللواتي يقدن السيارات ، وتحذيرهن من الخروج مرة أخرى إلا برفقة محرم . غداً ان استمر الحوثي في استلاب الدولة ، سنشهد منع أخواتنا ، و بناتنا و كافة نساء اليمن يُمنعن من بناء الوطن عبر الحجر عليهن من ممارسة أي أعمال أو الذهاب على المدرسة ، و بذلك فإن 60% من المجتمع اليمني ستعطل طاقته في بناء و تنمية البلد ، و تنتهك حريته في المنع من الوصول إلى الحقوق الاعتيادية ، و المسلم بها في أي مجتمع مثل : التعليم ، التعبير عن الرأي ، الاسهام في الحياة السياسية ، و الاقتصادية ، إنشاء التجمعات ، و غير ذلك من الحقوق التي تُفضي إلى واجبات من شأنها رفعة ، و نهضة الوطن ، وهذا المنع من قبل جماعة الحوثي يستند إلى رؤيتها للمرأة التي لا تتعدى كونها وعاء للإنجاب ، و الخدمة في المنزل . و إن رأيناهم يسمحون لها بالمشاركة في مسيراتهم فذلك من قبيل تحسين الصورة السياسية أمام المجتمع ، إنما ان تمكنوا من فرض هيمنتهم على الدولة فإن تلك الممارسة الاستثنائية المتمثلة في مشاركة النساء في مسيرة الحوثي ستنتهي ، و ستصدر قرارات تنظم هذه العملية كي تعود المرأة إلى البيت لتعمل فيه ، وتخدم زوجها ، و أولادها كما يرون أن ذلك هو عملها الصحيح لتمنع من التعبير عن إبداعاتها ، و طاقاتها الخلاقة التي تُعد إضافة نوعية ، و أساسية في التنمية السياسية ، و الاقتصادية ، الاجتماعية ، و الثقافية للبلد . * عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار