قادة وضباط كبار يوقدون شعلة ثورة 26 سبتمبر الخالدة واطقم جماعات الحوثي المسلحة تتجول في شوارع العاصمة صنعاء وهي محملة بالمسلحين وبالأسلحة الرشاشة الثقيلة التي نهبوها من مواقع الجيش والامن كما توفر هذه الجماعات المسلحة الامن والامان لهولا القادة العسكريين فأي مذلة هذه .. وفي واحدة من اغرب الوقائع في التاريخ الحديث والقديم ينهار جيش وامن دولة قوامه اكثر من مليون فرد مزود بأعتى الاسلحة واقواها في ساعات قليلة امام حفنة من المسلحين بالسلاح الشخصي وبعض الرشاشات كما لم يشهد تاريخ الانسانية كله ان تصبح عاصمة شعب محتلة من قبل جزء من ابنائها .. فصنعاء اليوم مسلوبة الارادة وصنعاء اليوم مستباحة لا امن ولا امان فيها كل شي فيها مهدد بالموت من جماعات القتل والنهب فلا تحاول الاعتراض والا اصبحت داعشيا واصبح دمك مباحا .. وتنتشر في شوارع صنعاء مجموعات من الصبية يتلذذون بامتهان كرامة الوطن والمواطن ، وسادية الانتقام تفوح في كل شارع ومنعطف .. من كان ينتظر جماعة الحوثي لتخليصه وتخليص الوطن من براثن الفساد انكفئ على نفسه وعقدت الصدمة لسانه وصار لسان حاله يقول يا لها من جرعة ، يا لها من خدعة ، خدعونا بها فليرتفع سعر كل شي ولتكن جرعة شاملة لكل شي في وطني ولا اعيش هذه اللحظات القاسية الرهيبة لحظات انكسار النفس لحظات اقسى من أي جرعة اقتصادية نعيشها في ظل رعب القبائل المسلحة قبائل لا تعرف الا لغة القتل والنهب والغنيمة جماعات لا تفرق بين نهب واغتنام العدو الخارجي وبين نهب ممتلكات المواطن ابن البلد جماعة استولت على مدينتنا الجميلة فحولتها الى غنيمة واستباحت فيها كل مُحرم .. ان سيارات واطقم جماعات الرعب الحوثية تقوم بالتجول في شوارع صنعاء في كبرياء وعلو وزهو لا شبيه له وكأنهم انتصروا على اقوى دول العالم متناسيين ان صنعاء استقبلتهم في صمت وفتحت ابوابها لهم وارتمت في احضانهم ظنا منها انهم يمنيين من شحم ولحم ظنا منها ان القادمين ارحم بها وارفق من بعض ساكنيها الذين ساموها صنوف العذاب والامتهان ، ولكن لا ذا تاتا ولا ذا حصل لا عطف عليها من بداخلها ولا احترمها القادم من خارجها .. صنعاء اليوم تعاملها جماعة الحوثي كما تُعامل السبايا والاسيرات ويا خوفي ان يسوقوها الى اقرب سوق نخاسة لبيعها وعرضها لمن يدفع اكثر لما لا ، ما دام وهدفهم هو الغنائم فقط ، فصنعاء عندهم اليوم غنيمة مستباحة ، بعد ان خذلها حُراسها من الجيش والامن وسلموها كعروسة في ليلة زفافها . ان جريمة تسليم صنعاء من قبل قوات الجيش والامن افدح من جريمة استباحتها من قبل الغزاة القادمين من كهوف مران وتباب صعدة.. بالنسبة للجيش فقد سقطت هيبته مع سقوط صنعاء وذهبت الاحداث ببقية من احترام كنا نكنه نحوه فقد خذلونا في حماية ابراج الكهرباء وخذلونا بعدم حماية انابيب النفط وخذلونا بعدم حماية الطريق من قطاع الطرق واخيرا سقطت ورقة التوت عنهم بسقوط صنعاء الرهيب في ساعات بدون أي مقاومة تذكر فليرحلوا وليتم استبدالهم بجنود اوفياء للوطن وللشعب . واليوم يسقط قناع آخر لجماعة طالما تغنت بالعدالة والحق ومحاربة الفساد والمفسدين وبمرور الايام يكتشف الشعب ان الغزاة الجدد لا يهمهم اصلاح احوال البلاد والعباد بقدر اهتمامهم بأطلاق جاسوس ايراني من سجن الامن القومي ولا يهمهم مكافحة الفساد والمفسدين ، فاكبر الفاسدين حليفا لهم وعتاولة الفساد لما يقارب 30 عاما تتولى جماعة الحوثي حماية منازلهم وتامين اموالهم وشركاتهم وانا هنا لا اتكلم عن شخص او شخصين او ثلاثة بل عن عصابات تملك شركات النفط والغاز وتملك حفارات البترول وتتقاسم حقول النفط مع شركات العالم وتحرم الشعب من خيراته ومن المفارقات ان احد الفاسدين الكبار لا يبعد منزله عن ساحة اعتصام الحوثيين الا امتار معدودة . فعن عن أي فساد تتكلمون وعن أي محاربة للفاسدين تحاربون وعصابة النظام السابق ورموزه تعيث فسادا تحت حمايتكم وعن أي حرية تتكلمون وانتم تغلقون وسائل الاعلام وتحتلون مساجد العبادة وتقطعون الشوارع وتفتشون المارة حتى طائرات الركاب والحجاج لا تطير الا بأذن من احد قبايلكم أي عدالة ستمنحون الشعب وانتم تنهبون معداته واسلحته وغيرها من بوادر الظلم والظلام . لقد دافعنا عنكم كثيرا ولكن بطشكم زاد وتلذذكم بانهيار الدولة وكأنكم من كوكب آخر لا يهمكم الا الانتقام من بعض خصومكم اما اعدا الشعب فأنتم متحالفين معهم بل وتحمونهم من عدالة الشعب الذي اغلبه ما يزال يمنحكم الفرصة لأثبات انكم جزء منه لا جزء من الفاسدين ، فكونوا ايها الحوثيين مع الشعب لا مع خصومه والايام القليلة القادمة هي الفرصة الاخيرة لتحديد هل انتم جزء من الشعب ام انكم غزاة جدد ..