أخطأ صالح ولفيفه من أعضاء حزب المؤتمر حينما اعتقدوا أن قرار فصل الرئيس هادي وصحبه قد تصيبه بمقتل وأن عزله عن أمانة الحزب قد تشكل تهديداً لشرعيته ومشروعيته.. الغباء المركب لدى عفاش والبركاني وشلتهما في قيادة حزب الحصان قد تجر على المؤتمر الكثير من الكوارث السياسية والحزبية نتيجة القرارات السيئة والخاطئة والانفعالية الخاضعة لردة الفعل ورغبة الانتقام التي يحملها صالح ضد هادي وضد البلاد عامة. قرار الفصل اعتقد أنه قد أراح هادي وأكسبه أكثر مما خسره. جميعنا يعلم وفي المقدمة - صالح والبركاني - أن هادي معزول ومبعد قسرياً عن أمانة الحزب منذ العام 2011م وأن المهام الموكلة إليه قد يمارسها عنه صالح وأعوانه كما أن هادي لا يستطيع ولا يمكن له الدعوة أو حشد أعضاء المؤتمر فهم أتباع صالح وعصابته وليسوا أعضاء حزب سياسي يخضعون لتوجيهات ومستويات تنظيمية وقيادية، إذن هادي معزول منذ أربعة أعوام بقرار غير معلن من قبل صالح. الأمر الأهم الذي أراحه وكسبه هادي أنه كسب ذاته وتخلص من عقد نائب رئيس ونائب الزعيم وعقدة رئيس الرئيس التي كانت تشعر صالح بأنه لا يزال يحكم ويسيطر على البلاد ومقاليدها عبر نائبه هادي الذي هو رئيسه ورئيس حزبه. هادي تخلص من شيخ مشائخ اليمن (شيخ الرئيس) وتخلص من رئيس الرئيس وسيأتي الوقت الذي يتخلص فيه من السيد والرعوي كما تخلص من حزب الرئيس. ربما أن هادي قد طالب بإنزال العقوبات بالرجل المريض حتى يستفيق ويدرك أنه لم يعد الرئيس كما يتوهم ويخيل له البعض من زبانيته، هادي وحتى يعزز استقلاليته ويؤكدها اتخذ قرار تشكيل حكومته متجاوزاً رغبة حزب المؤتمر في السيطرة والتحكم وأعلن حكومته وأدت اليمين رغم رفض المؤتمر وتحفظ حليفه الحوثي المشمول هو الآخر بقرار العقوبات. ربما قد يواجه هادي وحكومته مشكلة منح الثقة من البرلمان المسيطر عليه حزب المؤتمر ومع ذلك اعتقد أن لهادي أساليب ووسائل عدة ستمكنه من الحصول على هذه الثقة وإن تهور صالح والبركاني في قضية الثقة ربما يلجأ هادي إلى سنده وعزوته في المعركة (المجتمع الدولي) ومن ثم يجر صالح وحزبه إلى طاولة العقوبات لتصبح العقوبات بحق الرئيس وحزبه وأظن أن الأمر قد لا يصل إلى ذلك ومن ثم ستمنح الثقة وخلال هذه الفترة ستتم عملية التفاوض وعقد الصفقات بين هادي والمؤتمر والدول الراعية والقوى السياسية ومن ثم الوصول إلى حل مرضٍ لهادي وحكومته قبل صالح وحزبه.