تواجه اليمن تحديات كبرى ومخاطر عظمى خصوصا بعد نجاح الثورة الشعبية السلمية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الجاري، حيث تمكن الثورا من تدمير اوكار الطغيان والفساد ومعاقله الحصينة، التي كانت تعبث بثروات البلاد وتنهب خيراته وتبدد طاقاته وقدراته الحيوية، وتغتال خيرة ابناء الوطن واحراره ومناضليه الشرفاء. لقد مثل نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، انتصارا حقيقيا للارادة الشعبية اليمنية بقيادة الشاب اليافع السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرانية على قوى الطغيان والفساد العبثي التي اندحرت متقهقرة بعد ان جثمت على صدور اليمنيين قرابة اربعين عاما تمارس النهب المنظم لممتلكات الشعب وتسرق خيراته وثرواته وتنكل بقواه الوطنية التي رفضت وقاومت منطق الطغيان والظلم والفساد، وكانت النتيجة ان تلك العصابة افقرت اليمنيين وجرعتهم الويلات، وشيدت لنفسها امبراطوريات مالية ضخمة وشركات تجارية عملاقة وبنية تحتية عقارية مذهلة من القصور الفارهة، والفلل الواسعة والمدن السكنية المدهشة، وحياة الترف المفرطة، في وسط اجتماعي يعيش البؤس والمعاناة والفقر والعوز والحياة المعيشية المضنية. ان ابرز مظاهر الظلم والطغيان والفساد المنتشر قبل نجاح ثورة 21 سبتمبر من العام الحالي سببه غياب العدل الذي هو اساس الحياة واساس الحكم واساس الامن والاستقرار واساس التنمية، بل ان العدل في نظر البعض هو احد اركان الاسلام وربما من اهم الاركان كما يصرح بذلك الباحث والمفكر الاسلامي الكبير الدكتور حسن بن فرحان المالكي، ولان العدل مهم جدا في حياة الناس نجد ان الله عز وجل ارسل الانبياء والرسل لقيموا العدل بين الناس، وهذا ما يؤكده القران الكريم في كثير من اياته، وهذا ما افتقده الشعب اليمني طيلة العقود الماضية، حيث عملة السلطة على حرمان الشعب اليمني من العدل بمعناه الشامل والكامل لكل مناحي الحياة، وهذا ما ادى الى بروز طغاة وجبابرة وقارونات في مقابل شعب فقير وجائع وضعيف جرد من كل مصادر القوة. لقد مثلت المسيرة القرانية التي بشر بها وقادها السيد الشهيد القائد/حسين بدر الدين الحوثي الحل والخلاص لكل المحرومين والمعذبين والمستضعفين وهم السواد الاعظم من اليمنيين، كون هذه المسيرة تنطلق من هدي القران الكريم ومن سنة سيدنا ونبينا محمد الصادق الامين صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين، وفي ظل قيادة الشاب المؤمن السيد/عبد الملك الحوثي للمسيرة القرانية توالت الانتصارات العظيمة لانصار الله في كل الحروب التي اشعلتها قوى الفساد والطغيان ليتنفس الشعب اليمني الصعداء وهو يتوق للعدل الذي ينتظرهم على يد قائد المسيرة القرانية السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي ايده الله ونصره على الطغاة والظلمة المجرمين وحقق الله على يديه امال اليمنيين المحرومين والمستضعفين والمعذبين لينعموا في حياة جديدة قوامها العدل والعزة والكرامة.