امام هذا المنعطف الذي نحن عليه بات واجبا اكيدا وأولوية مهمة ان تسارع كافة الاطراف نحو مراجعة تقييمية صادقة انطلاقا من الوقوف على ارضية واضحة من التغيير وما حملته التطورات المستمرة بفعل حركة مسار العملية السياسية طوال المراحل السابقة ليقيس كل طرف تموضعاته .. ومواقفه بامتداد المرحلة فمثلا مع انطلاقة ثورة الشباب الشعبية السلمية تدافع الكل معلنا التعاطي مع عملية التغيير وكانت المفارقات على الارض فهناك من تعاطى مع التغيير كتكتيك ليبتدع من خلاله تحقيق حساباته الضيقة جاعلا من الثورة ومطالب التغيير ورقة رابحة بيده في مواجهة خارج العملية الثورية ومضامينها وهناك من تعاطى معها كضرورة لامناص أن يكون جزءا منها ومن خلالها وفي معتركها اتجه يتحايل من اجل إحتواءها وكبح مداها وتكسيح مساراتها حيث لم يتاح للثورة ان تتجه لانجاز المعالجات والتغييرات الطبيعية بل هذا البعض لم يكتفي بالتهرب من التعاطي الجاد مع مقتضيات الثورة والتزاماتها حيث عمد واستقصد اغراقها بأولوياته الخاصة وقدم اوانيه وحواضنه بدائلا مغايرة لمداءات الثورة وما يفترض ان تذهب اليه فأرهقت العملية الثورية واستنزفت اوردتها ولم يلتفت للمآلات المترتبة كناتج طبيعي لتوجهاته وما انتهجه ولم يكلف ذاته التوقف والانتباه البعض الثالث اتجه راميا بأشرعته في دفقانها يصطاد كل مساحة للفراغ فيها مكرسا ذاته بإدعاء مظلوميته والتهليل لها والثبور عندها مستجمعا كل ما يحضره من داخل الثورة من سخط ومن خارجها من حقد وتربص واتجه بعيدا عن منهجها وآلياتها ينتصر لحساباته البعض الاخير المحتكم لمشروع الثورة ظل في وسط المعترك يتعاطى مع كل من يعلن الانتماء للتغيير هنا تستوقف الكل عدة اسئلة كعنوانين بارزة ومرتكزات للتقييم 1- ثورة التغيير كانت سلمية وستظل كذلك فالذين اتجهوا بعيدا عن هذا المنهج في انقساماتهم وتفاعلاتهم كيف يفسر موقفهم ام لديهم ما يزال من المغالطات والخداع؟؟ 2-الذين اتجهوا لتسطيح القضايا الوطنية المختلفة التي طالما كان من واجب الثورة ان تبادر لحلحلتها والتي ماتزال عالقة وازاد بها التعقيد مامبررهم لتلك المروغات ام لديهم ايضا من المغالطات مايكفي للتبرير 3-الذين عملوا على كبح التغيير ماذا يجيبون بعد ان اتجهوا لاضعاف كل ادواته وقوضوا كل آلياته بدءآ بالاستحكام بدور الرئاسة وتطويقها ومؤسسة الجيش والآمن والحكومة عموما والاجهاز على الجهاز الاداري والوظيفة العامة واخضاعها للتسويات الماضوية بأكثر قبح وبشاعة المحافظ شوقي هائل كان محل تحفظ وربما مواجهة لدى البعض وغيره من المسؤلين الذين ظلوا يمانعون التطبيع ليحتفظوا باستقلالية لدورهم وافراغ الفاعل الشبابي الشعبي من دوره في العملية التغييرية وبفعل التطورات اصبح ايضا الرئيس هادي محل جلد واتهام وتخوين كذلك اتجه هؤلاء بتوزيع اتهامات تجاه الاخرين ورمي الفشل في كل الانحاء فأضروا بالعملية السياسية التي كان واجب ترميمها وتوسيع افقها في الوقت الذي يغفلوا فيه عن مالذي قدموه لتعزيز بنية الدولة كي تغدو رافعة حقيقية وضامنة اكيدة لانجاز التغيير للذهاب في مراجعة جادة تستوجب قدرا من الشجاعة ومواجهة الذات وبمغادرة لازمة للتكتكة وحسابات الاناة المتفرعنة وهلوسات التحفظات البليدة والمغمورة بقسوة الحيف والزيف والتخندقات العصبوية التي تحتشد في ثناياها الاستثناءات المشوهة اللاقيمية والغير عادلة هذه التساؤلات معفيون منها من انتهزوا التشوهات والاختلالات الذين قدموا مدعيين كمنقذين..في الوقت الذي يعصفون بكل وجود للدولة مقدمين انفسهم كبديل فج لتلك المحصلة التي كانت عليها الدولة ولن نقول الدولة ...كي نغلق نافذة الدجل ولهولاء الاخيرون سؤال واحد كيف يمكن ان تتعاطوا بهذه الغطرسة والاستخفاف الفج مع الوعي العام الذي هب وانتفض من اجل التغيير وانتم تكبحون دور الدولة وتضربون كيانها وتنسفون القوانين وتتحالفون مع جيوب الافساد والبغي التاريخي وان رفعتم شعار ضد الفساد فهو موجه انتقاميا ثأريا؟؟ تمارسون الابتزاز على السلطات لتستجيب لحساباتكم الفئوية وتدعون الانتماء للعدالة وانتم اول من يفسدها..انتم ضمن قوام المركز السياسي الذي ظل لعقود ممكسا بالحكم مستحكما بالسلطة والثروات دون الاطراف والوسط التي طالما تجرعت الويلات وسياسات الاقصاء والالغاء واجراءات الاستبعاد وتأتون بوجه أخر لاعادة تمركز المركز وهو ما لم ولن يقبل ولن يكون تحت اية يافطات مهما كانت التحايلات ومهما كان التدليس والخبث والى كل تطلعات التغيير فقد حان الآان الانتصار للتغيير وتحقيق التحول المنشود والاصطفاف من اجل الدولة الوطنية بصيغتها الاتحادية وتحقيق التغيير الجذري فإما (وطن او لا وطن) وإما (نكون او لانكون)