قالوا عنها حالمة وعاصمة ثقافية ومدينة للعلم والتنوع السياسي، وقال عنها الاستاذ صلاح الدكاك إنها كانت في عقد ستينيات القرن الماضي تكنى بأم البطل وبعدها أسموها بعبده ربل وظلت تعز قبيلة من لا قبيلة له وقلعة النضال والوجه الحضاري المشرق للمدينة التي يتطلع اليها شعبنا على امتداد اليمن.. منها انطلقت ثورتا سبتمبر واكتوبر من أجل حرية وكرامة وسيادة اليمن واليمنيين.. ومنيت نضالات أبنائها بانتكاسات متكررة لكن ما تنتكس يوماً إرادة أبنائها بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والثقافية والفكرية ودفع أبناء هذه المحافظة التي تربط الشمال بالجنوب والعكس ليس فقط جغرافياً، بل وبشرياً أثماناً باهظة خلال المراحل السابقة سواءً في الشمال أو في الجنوب حتى وصل الحال الى حرمان عاصمة الثقافة تعز من مياه الشرب الى اليوم، وهذا ما لا يستطيع أحد نكرانه، لكن أبناء ماكانت تسمى الحالمة وكما قال عنهم الدكتور أبوبكر السقاف هم ملح الأرض اليمنية لأنهم يتواجدون من المهرة الى صعدة، يكافحون من أجل لقمة العيش الكريم بعرق جبينهم.. يقدمون خدمات لمجتمعهم في البوفيات والورش والمطاعم والمخابز والجهاز الإداري للدولة ولم يكونوا يوماً عالة على شعبهم.. كما لم يكونوا يوماً مناطقيين أو طائفيين بل دافعي ضرائب ورجال علم وثقافة وعمل ونضال في سبيل النهوض بشعبهم ووطنهم.. في 2011 تقدموا صفوف اليمنيين في ثورة شبابية سلمية مقدمين تضحيات جسيمة من أبرزها سقوط عدد من ابنائها شهداء في ساحات ميادين التغيير في محافظات عدة والذاكرة اليمنية لم تنس محرقة تعز التي لم ترحم حتى المعاقين اما الجرحى والمخفيين قسراً فلا حصر لهم وسرقت مراكز النفوذ وقوى الفساد مضامين الثورة الشبابية في وضح النهار، وظلوا يواصلون المشوار ومنهم الكثير التحقوا مع شباب الصمود النواة الأساسية للثورة الشعبية 21سبتمبر 2014م التي قادها مكون أنصار الله، والتي لاتزال صامدة في منتصف المسار. اليوم تعز تتحرك في كل مكان من أجل اليمن ووحدته وسيادته وأمنه واستقراره، ولن تسمح لأيٍ كان العودة بالوطن الى ما قبل ال11 من فبراير في هذا المسار الداعم للإرادة اليمنية تلتحم تعز مع كل أبناء الشعب من أجل إيجاد يمن اتحادي جديد ودولة قوية عادلة لا مكانة فيها للظلم والاستبداد والارهاب والفساد.. دولة كاملة السيادة غير منقوصة يعيش أبناؤها في الداخل والخارج مرفوعي الهامات شامخي الجبين.. تعز تدرك بأن هناك قوى سياسية داخلية وإقليمية ودولية لا تريد لليمن الخروج من أزماتها، ولا تريد بالمرة وجود دولة قوية مهابة في جنوب الجزيرة العربية.. هذه القوى حركت أدواتها الفاسدة للانتقام من تعز كما رددت ذلك بعض وسائل الإعلام، ولكن تحت ذرائع وعناوين واهية سرعان ما تنبه لمقاصدها ونواياها المبيتة أبناء تعز وفي طليعتهم أنصار الله من أبناء هذه المحافظة الأبية، حيث كانت المؤامرة تستهدف طرفي التوجه الثوري الرافض للظلم والفساد والاستبداد، وبالتالي العمل على تأجيج صراع مسلح يأخذ طابعاً طائفياً تماماً كما حدث أول الأمر في مدينة درعا السنية بجمهورية سوريا الشقيقة، باعتبار تعز عمق المذهب الشافعي وقلبه النابض على امتداد جنوب وشرق وغرب ووسط اليمن.. بهكذا صورة أراد أعداء اليمن إشعال نيران الفتنة الطائفية رغم إدراكهم بأن مدرستي الثورة تعز وصعدة متداخلتان الى درجة التماهي الوطني الثوري, وبشفافية نقول بأن تعز سلمية هي تعيد ترتيب صفوفها لإفشال أية مخططات تآمرية سواء كانت إنتقامية ضد أبناء تعز واستقرار محافظتهم أو تستهدف إلحاق الضرر باليمن أرضاً وإنساناً نجدها اليوم عازمة بروح نضالية جديدة وإبداعية فريدة من نوعها على إفشال كل مخططات الخارج وبتر اداواته السرطانية من الحسد العليل المنهك للوطن والمضي بالشعب قدماً صوب تحقيق تطلعاته في بناء الدولة القوية القادرة العادلة على تحقيق المواطنة المتساوية بين كافة أبناء اليمن.. الدولة التي في ظلها يخضع الجميع في الحقوق والواجبات للدستور و القانون ولا مفر من ذلك شاء من شاء وكره من كره , ولا مجال ولا خيار أمام القوى الثورية اليمنية إلا الاصطفاف ضد الظلم والاجرام الدموي التكفيري الغاشم, والوقوف بحزم وقوة ضد التهميش والاقصاء والاستبعاد والاستحواذ على السلطة والثروة.. متوكلين على الله في بناء اليمن الأتحادي الموحد الديمقراطي المرتكز على اسس الدولة المدنيةوما دون ذلك من ترهات تبقى من الامور الانية غير المعيقة لارادة الشعب في التغيير والتجديد والانطلاق صوب آفاق المستقبل الواعد بالخير إن شاء الله ولذلك كله تبقى تعز في مقدمة صفوف شعبنا اليمني العظيم في نضالاته وصنع انتصاراته وتحقيق غده المشرق لأنها قلعة النضال وقبلة الثائرين مهما حقد الحاقدون وتربص بها المنتقمون وكما قال الاستاذ المناضل صلاح الدكاك: أنا من تعز مدينة من لا مدينة له وفرش وثير لمن هجرته المضاجع وعرش لمن يشتهي الديولة .....إلخ وقصيدة العزيز الدكاك تختزل كل المعاني التي تمثلها تعز .. فهل فهمتم !!! لماذا تعز كانت وستبقى حاملة رأية الثورة والتغيير والدولة المدنية لكل اليمنيين ؟؟!!