إلى الرئيس السابق .. الزعيم حالياً علي عبد الله صالح بن عفاس .. لقد حكمت اليمن ثلاثة وثلاثون عام .. ذلك يعني أن نسبة 80% من ابناء هذا الوطن ولدوا وتربوا في ظل حكمك لليمن .. لذلك فأغلبية أبناء الشعب اليمني ينظرون اليك كزعيماً وطنياً بعد خروجك من السلطة ، ويمكن أن تكون زعيماً تاريخياً في نظر الاجيال القادمة . لكن اليمن .. أيها الزعيم تعيش اليوم أزمة سياسية تحولت الى صراع مسلح إن استمرت وتصاعدت لاسمح الله فسوف تقضي على هذا الوطن كدولة موحدة وقد تمزقه الى دويلات متناحرة فيما بينها ، عندها فان صفة الزعامة الحالية التي تحتلها في نظر هذا الجيل ستختفي وكذلك الزعامة التاريخية لدى الاجيال القادمة لن تكون متاحة. لماذا .. لأنك تتحمل المسئولية عن هذه الازمة ، أن لم تكن المسئولية الكاملة فأن جزء كبير منها تتحمله أنت أيها الزعيم ولذلك فان عليك مسئولية كبيرة تجاه ما يجري الان وتجاه تطورات هذه الازمة المستقبلية . قد يرد علي لماذا .. تتحمل المسئولية ، وأنت استلمت الحكم في المناطق الشمالية من البلاد ، وسلطة الدولة لم تكن موجودة سوى على اجزاء من المحافظات الشمالية ، واليمن كوطن وشعب كان منقسم الى وطنين وشعبين ، فاستطعت أن تبسط سلطة الدولة على كل أرجاء المحافظات الشمالية ، وتحققت وحدة الوطن على يديك ، نعم هذه انجازات عظيمة سجلها التاريخ لك ، كما أن اليمن شهد نهضة تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة خلال توليك حكم البلاد ، وفي ظل حكمك للبلاد حولت الحياة السياسية الى حياة ديمقراطية ، وانك كنت حاكما متسامح وغلبت لغة الحوار على لغة العنف والدموية وكانت جميع القوى مشاركة في الحكم .. نعم تلك انجازات عظيمة لا يمكن أن ينكرها الا جاحد بالرغم ماصاحب تلك الفترة من سلبيات وذاك أمر طبيعي فلست ملكاً نزلت من السماء فانت بشر مثلنا والاخطاء هي سمة طبيعية لدى البشر، وسيضاف الى ذلك انك سلمت السلطة سلميا وانت الان خارج السلطة فلماذا تتحمل المسئولية عما يجري الان. اقول لك رغم الانجازات العظيمة التي تحققت في ظل توليك قيادة هذا الوطن ، فان الثعابين التي تعمل اليوم على تمزيق الوطن وتتصارع من أجل مصالحها بدماء ابناء هذا الوطن نمت في ظل قيادتكم لهذا الوطن ، لو كنتم خلعتم انيابها لكانت اليوم غير قادرة على نشر سمومها في كل ارجاء الوطن ، كما انك قلت حين سلمت السلطة انك سلمتها لأيادي أمينه أو آمنه ، وها هي الايادي الامينة أو الآمنة اليوم تبدو وكان هذا الوطن لا يعنيها ، وعملت على تكبيل أياديها التي جهزت بكل الامكانيات وبخيرة ابناء الوطن في فترة حكمكم لحماية هذا الوطن ، وليس ذلك وحسب بل وساهمت بشكل مباشر في اضعافها وتركها لقمة تنهشها هذه الثعابين التي تنهش وتستبيح هذا الوطن والشعب. الان أنت في نظر معظم أبناء الشعب زعيماً وطنياً ، ولاتزال رئيساً لاهم القوى الوطنية لهذا الشعب ، والشعب ينتظر منك موقفا وطنيا لإنقاذ الوطن ، وفي كل يوم ينتظر منك أبناء هذا الشعب الخروج لتخاطبهم بخطاب تاريخي لإنقاذ هذا الوطن ، البعض يقول أن الزعيم ينتظر الوقت المناسب ، اقول انك عُرفت بانك اذكى من أن تأخذ على حين غرة ، وأن تتأخر إلى أن يصبح الوقت قد مضى ، وزيادة الوضع تعقيداً بحيث لا يعد بالإمكان تدارك تداعياته الكارثية على هذا الوطن. إلى جانب ذلك فان القوى الخارجية التي تساهم في تفكيك الوطن تعي جيداً انك وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي أنت رئيسه وقائده بأنكما صمام أمان هذا الوطن بعد الله ، والحجرة التي يمكن أن تقف في طريق مخططاتهم لتفكيك هذا الوطن لكن الامر واضح الان أنهم يسعون الى تفكيك حزب المؤتمر الشعبي العام ، لكن ذلك المنال اليوم ربما يكون صعباً ، ما دمتم على رأس هذا الحزب ، لكن سيناريو عام 2011م قد يتكرر لاسمح الله . [email protected]