لا بدَّ لنا من أن ننوّه بالعمل الجاري لمعالجة الفساد الَّذي بات يطال الكثير من مواقع الدّولة، والَّذي نأمل أن يتابَع بكلّ جدية، ليطاول كلّ الفاسدين والمفسدين، مهما كبرت مواقعهم، في الوقت الّذي ندعو إلى ورشة أخلاقيّة وقيميّة، باتت الحاجة ماسّة إليها، لأنَّ ما يظهر من فساد، يبدأ من النّفس، ويخفّف منسوب القيم فيها، ليتحوَّل إلى عادة. علينا أن نعمل على أساس أن نواجه الواقع بمسؤولية، وأنا هنا لا أريد أن أتحدث بشكل استهلاكي أو بإطلاق الشعارات، ولكني أقول إن الأمم تتعلَّم من جراحاتها، ونحن لا نزال نعيش الجراحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية بأقصى ما يكون, لماذا لا نحاول ولو من خلال تجربة صغيرة، أن نجعلها تتحرك هنا وهناك، كالسواقي الصغيرة التي تصنع النهر الكبير، لماذا لا نفكر في المستقبل؟! اليمن الَّذي تستمرّ معاناته على مختلف المستويات، السياسيّة والأمنيّة والاجتماعيّة والمعيشيّة، وفي فساد متمركز ينخر في العظم، اليمن رجع خمسين سنة الى الوراء , بوجود الفاسدين والمفسدين ممن يحكموا اليمن وما يجري في اليمن فليس هناك جدوى , سوى التمنّيات على اليمنين بأن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم، فهم لن يقدّموا حلولاً قبل انقشاع الصّورة على المستوى الإقليميّ والدّولي، والّتي قد لا تكون قريبة وهنا، ندعو اليمنين مجدّداً إلى تحمّل مسؤوليّاتهم تجاه وطنهم، وعدم تركه عرضةً للرّياح العاتية، ونحن نعتقد أنهم قادرون على حلّ مشاكلهم إن أرادوا، أو التّخفيف منها، أو التّقليل من تداعياتها، ولذلك، ندعو إلى الاستعجال في اللّقاءات الحواريَّة المرتقبة على مختلف المستويات، على أن تكون لقاءات جادّة ومثمرة، هدفها صيانة هذا البلد وحفظه، وتثبيت الاستقرار فيه، وتحريك عجلة مؤسَّساته كافّةً، والتعاون لمعالجة الملفّات الكثيرة العالقة، والَّتي لا يمكن أن تُعالج بهذا الترهّل الّذي لا يزال يعانيه الواقع السياسي المؤلم وما آلت اليه الامور في وطن مزقة المفسدين في أرضه. *محامية ومستشارة قانونية [email protected]