إن سيطرة مليشيات الحوثي المسلحة على اليمن ماهي الا فقاعة انتفخت وسرعان ما ستهوي!! وهي تأتي ضمن مؤامرة دولية عبر قوى داخلية، ولقِصَر نظر الحوثي وفشله في قراءة المستقبل القريب الذي سيقلب المعادلة ويهوي به الى الأبد فإن تلك المؤامرة منحت الحوثي دوراً يتلخص في السير على رمالٍ مذهبية متحركة لتبث غبارها وتذرُ رياحها على اليمن واليمنيين، فإن تلك الرمال سوف تبتلعه قريباً مثلما لفظته يوما الى ساحة اليمنيين! ان الحركة المسماه (انصار الله) أثبتت بمالايدع مجالاً للشك من افتقارها المطلق لعقلية القيادة وعدم القدرة على ضم فريق كفؤ تستطيع الحركة من خلاله إدارة الدولة والحكومة! والا لكانت نفذت ذلك منذ سيطرتها يوم 21 سبتمر 2014م المشئوم، وبذلك سطَّر الحوثيون أبهى صور الغباء السياسي - سيطرة ميدانية كلية مع عدم سيطرة نظام إداري إطلاقاً - لتبقى هذه المعادلة غير متوازنة وبالتالي فان مئآل حركة الحوثيين الى زوال! بل وقريب جداً فقد بات زوالهم يلوح في الافق! لقد تناسى الحوثيون بأن السلاح لايستولي على دولة ولا يقهر شعب مهما حصل، فالسلاح اصبح موضة السبعينيات وماقبلها، وليتذكر الحوثيون باننا في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وهو عصر الحوار ونشر الرأي ومواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وكافة ادوات التكنلوجية الحديثة لقد تناسى الحوثيون بأنه كل يمني - مسئول او مواطن - لديه قبيلة تسنده ولو بأسلحتها الخفيفة، فهذا التناسي جعلها تتصرف بغرور أهوج واعتقالات بربرية لكثير من المواطنين ومحاصرتها لعدد من الوزراء والمسئولين بل وتعدى ذلك الى محاصرتهم رئيسي الجمهورية والحكومة. لقد تناسى الحوثيون أن الشباب الذين استطاعوا اسقاط نظام متجذر - رغم شريعته حينها! - فهم ايضاً قادرون على الخروج لساحات الثورة من جديد واسقاط الحوثيين وبزمنٍ قياسي، فمهما هيمن الحوثيين فهم يظلون مجرد ميليشيات هي اشبه بعصابات الحارات ليس أكثر!. وبالتالي تلك العقليات الهمجية من السهولة اسقاطها وبأقل جهود ممكنة!. إن هذا الغباء السياسي المفرط الذي يملأ رؤوس الحوثيين وسيدهم، يتجلى في ماسبق من عوامل اضافة الى أكبر عامل أصابهم مرض الغباء المزمن وهو تحالفهم مع خصمهم السابق الذي يُعدُّ من أكثر اليمنيين مكراً ودهاءا في الإيقاع بخصومه حيث ساندهم بكل قوته ورسم لهم خارطة زوالهم ومهَّد لهم الطريق وذلَل لهم الصعوبات ليرمي بهم بنهاية المطاف في معترك سياسي وعسكري لايمتلكون أية خبرة أوأفكار في ذلك المعترك، ليصابوا بتخبطٍ لم يسبق له مثيل، وليحقق هو – خصمهم الماضي وحليفهم الحالي! – هدفه بإحراق شعبيتهم وكسر شوكتهم، وهو الان يضع اللمسات الأخيرة في صنع زوال حركة الحوثيين الى الأبد، لتيكتمل الغباء السياسي لحركة أنصار الله بأبهى صوره، وبالتالي يمكننا قراءة فترة بقاء هيمنة المليشيات على الوضع بأنه لن يتعدى سنة واحدة منذ سيطرتهم بدءاً من 21 سبتمبر 2014م على أكثر تقدير!.