هكذا هي دوماً تعز ، مدينة المفاجآءت وشرارة الثورات ، صاحبة قرار لا فِرار ، تبني يمن لا تختلق محن ، تنجب أبطال لا أنذال ، رومانسية متى شاءت وغاضبة اذا قُهرت ، عصية على أعداءها وحالمة لأبناءها ، عاشقة بغزلية وغنائية فَضولها و راقصة ومرتوية بوطنية أيوبها ، هكذا عرفناها ... وهكذا فجرت وأنفجرت ... هكذا تصرخ تعز في وجه خصومها والعابثين بوطنها ، صرخة وطن منشأها ومولدها تربة ذبحان و تربت وترعرعت في أعبوس حيفان لا من كهوف مرآن ، صرخة عاصرت زمن تَعَايُش القاف والجاف لا الغطرسة والعصبية والإستقواء وقوانين الغاب ، صرخة وطن تحمل جمال الحروف لا بُغض الكهوف، صرخة وطن قضت علي ظلم الملكية لا على الجمهورية ، صرخة في زمن وحدوية القلوب لا إنفصالية وإنحطاط الحراك المسلح في الجنوب ، صرخة في زمن الثورات العربية الحقيقية لا الثورات الربيعية الزائفة ،صرخة وطن على عتبات وحدة الشطرين لا عتبات تشطير الشعبين ، صرخة في زمن ماركيسية فتاح و هيجان الاشتراكية الساخنة لا طغيان عفاش و الرأسمالية الباغية والحروب الباردة ، صرخة وطن في زمن ناصر والحمدي والقومية العربية لا السيسي والحوثي والعروبة الانهزامية ، صرخة في زمن يمن القرار لا زمن مهزلة الثلاث ليال للبحث عن إمام أو نتخذ قرار ، صرخة وطن في زمن دستور جمهورية اليمن في الجنوب والشمال لا في زمن المبادرة الخليجية وسيطرة أسياد العِقال . أجيال هكذا كانت ومازالت وستظل وطنيتهم، هكذا مسيرتهم فوق دروبهم ، هكذا نبض قلوبهم ، هكذا أخلاقهم مدى الأيام زاهية ، هكذا كانت ومازالت وستظل صرختهم ليست واهية !!! هكذا هي الصرخة بالطريقة التعزية ... سوف تبقى في مدى الأيام أخلاقنا زاهية لن تخلقا... وسيبقى وجهك المشرق يا وطني بالضوء منا مشرقا... وسيبقى قاهرالشعب على وجه أرضي عدماً لن يُخْلَقا .... ليس منا أبداً من مزقا ... ليس منا أبداً من فرقا ... ليس منا أبداً من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا ... صرخة وطن ووطنية بإمتياز...صرخة كلها حب وحياة لا موت ولعنات، كم أنتِ عظيمة يا أُمي ...ياااااا تعز ؟؟؟