جائحة قصف وانفجارات وجائحة اعتقالات وحروب .. جائحة داخلية وجائحة خارجية ..ارادة مزدوجة لعدم ايجاد اي لقاح سياسي عاجل لدرء عبث جوائح الغلبة والاستقواء والمصالح الخاصة وفرض الهيمنات . وبالرغم من ان كل المواقف السياسية تهدف الى الحوار لإيجاد الاستقرار في مرحلة بالغة التعقيد والرعونة تتطلب حساسية مختلفة وتنازلات موضوعية ، إلا ان الذين يتحكمون في المشهد داخلياً وخارجياً يصرون على التماهي مع وباء اللاسياسة الفوضوي فقط ، وهم في هذا المسعى اللاوطني المزدهر يظهرون أكثر انحيازاً لانتحارهم السياسي وانانيتهم التي لايمكن احتمالها . ذلك ان كل الجوائح المتأججة بالكيد والاستعلاء، لا يمكنها ان تؤدي الى الاستقرار الاهلي أو استعادة الدولة وتعزيز مشروع الشراكة والمسئولية المتكاملة في بنائها . بل لعل اخطر مايكشفه هذا المسعى الجائحي الرهيب الذي يسد آفاق الحاضر والمستقبل معاً، هو عدم الكفاءة الاخلاقية والوطنية لدى كل الاطراف بلا استثناء .. الاطراف التي لم تفهم حتى الآن بأن كل مجريات الامور في النهاية لابد ان تعود الى الحوار السياسي الشفاف والناضج والملتزم بحل كل القضايا والمهام والمشاكل الملحة والمتراكمة ، كبرهان عملي وحقيقي للتشافي الضروري من مختلف اخفاقات وغيبوبات ودمويات جوائح العنف واللا مواطنة واللا قانون.. تلك الجوائح التي ادت الى مشاريع مضادة للدولة، كما دفعت الى تعزيز الشرخ المجتمعي، فضلاً عن انها كدرت حياة الناس المخذولين والصابرين فوق مستوى التحمل، لتجعلنا بالتالي، مثار لعنة تاريخية عارمة ، كوننا بالفعل قد تنكرنا لكل تعهداتنا واتفاقاتنا الداخلية والخارجية ، ولم نحترم التضحيات الغالية والعزيزة من اجل حلم اليمن الجديد، مفضلين التعايش مع امراضنا الكارثية التي دمرت وعينا بنا ، إضافة إلى دأبنا الشامل لإزهاق روح هذا الوطن المنهك والمهان. [email protected] "الجمهورية"