إرث القبيلة السيئ في الشمال سببه تركة وعي الأئمة الأسوأ في الحكم.. وبين إرث القبيلة السيئ في الشمال وتركة وعي الأئمة الأسوأ في الحكم؛ من البدهي القول إن المجرى المتدفق للاصطفاءات والتجهيل والتوافق مع الاستلاب والاستعباد كرس سيكولوجية التفكير القائمة على التعارض مع المعرفة والحرية. والصحيح أن صراع القبيلة من أجل استرداد الكرامة لم يخفت تماماً منذ مئات السنين بمقابل استبدادية الاستعلاء الهاشمي الذي كان يتجدد بعد كل منعطف تمردي او انتفاضي أو ثوري تحدثه القبيلة ضدهم. إلا أن القبيلة التي كانت يد الأئمة الباطشة على بقية اليمن أصلاً لن تستطيع بلوغ الانعتاق والتطور والانتصار على هذا النوع من الاسترقاق البائد المستحكم ثقافياً ما دامت تدور في فلكه الهمجي اللاوطني للأسف. وتحديداً فإن المشترك الذي لم يتزحزح بين القبيلة والأئمة حتى اليوم؛ نظرتهما لبقية اليمنيين كفئات متدنية، إضافة الى أنهما ينظران لفكرة الدولة المدنية والمواطنة المتساوية كمحاولات عبثية لتحدي مشيئتهما المقدسة بالطبع! وبالتالي فإن الصراعات بين وعي القبيلة ووعي الأئمة تبقى مجرد صراعات متخلفة في جوهرها، بل إن دوافعها ونوازعها الحقيقية لازالت تتمثل في عدم الخروج من دوامة الإرث المقرف. الإرث المصنوع من تلك التركة النشاز جداً فكرياً وسياسياً واجتماعياً .. التركة المبرمجة روحياً ونفسياً ولغوياً وعصبياً أيضاً في ذلك الإرث اللعين بشكل خاص. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك