منحورون بإرادتهم.. الأحمر والحوثي، صراع بلا أدنى فكرة لصالح الوطن والإنسان.. صراع لايليق إلا بالوهم ، ولأجل التفاني في البدائية أكثر .. صراع الذين يتنامون في مناخ الحروب.. صراع الاستعلائية والاستعلائية المضادة اللتين تحتقران الدولة والشعب للأسف.. صراع سوء الوعي حين يصطدم بسوء الوعي ،ونزعة التسلط في مواجهة نزعة التسلط.. حرب عصابات شعبية تحترف ابتلاع ماتبقى من فتات الدولة، حرب التخلف المكرس، حرب وكلاء الخارج، حرب معاداة التنوير ، حرب من يأملون باحتكار تمثيل اليمن واليمنيين بكل عنجهية وخبل، حرب أكثر من أعاقوا انبثاق وتحقق الدولة في الأصل، حرب الفساد الاجتماعي والسياسي، حرب أعداء سبتمبر 1962 م إذا أمكن التشبيه أيضاً، حرب الهوية المعززة بمنطق السلاح ومنطق الجماعات.. صراع الجمهورية التي بلا جمهورية، والملكية التي بلا إمامة، لكنهم جعلوها بألف إمام كما نعرف .. صراع الزعامة الرثة التي لاتنتمي لليمن بين النفوذ الوهابي والنفوذ الايراني.. كذلك الأمر بتداعياته من الجانبين يمثل حالة توحدهم في تطبيق إستراتيجية عدم تحقق الحداثة والتحرر في المجتمع الذي يعاني جملة مشكلات رهيبة لطالما استلبت وعيه وأهانت إراداته بالمحصلة، وكأنه مجرد زائدة دودية لاحول له ولا قوة ولا شأن، و كما لو كان فقط مجرد تابع لكل ماتفضي إليه نتائج صراعات وتحالفات هؤلاء بكل كارثيتهم الاقصائية وإضمارهم اللاوطني. إجمالاً فإنها المرآة الأعلى لحالة فشل الدولة حتى الآن وعدم حدوث أي تغيير نوعي وحقيقي في عقل السلطة والحكم على مدى عقود.. وأجزم أن المنشأ الاصل لهذا كله كامن في فظاعة الارتهان للخارج!. بينما صار الأمر يجسد الآن وبشدة مسألة صدام مصالح المذهب بمصالح القبيلة وفق تحولات شتى وفي ظل نقاط التقاء وافتراق لم تتغير كثيراً.. الصدام الذي انفجر لفرط الغشم والحقد والهنجمة والعبث بين الجهتين ، مع أنهما لايختلفان أساساً في كونهما معاً ضد انبثاق الدولة المدنية والمواطنة المتساوية لتعم اليمن واليمنيين جميعاً، وفي السياق لابد تشملهما ،كما نأمل على نفس المسافة من الحقوق والواجبات والرضوخ للقانون وللتسامح وللسلام ولبناء الإنسان والوطن، فضلا عن معاضدة كل انتفاضات وثورات التوق التاريخي اليمني للتقدم. بالتأكيد حزني البالغ على الأبرياء البسطاء الذين يتساقطون من الجانبين هذه الأيام. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك