لا أحد يستطيع أن يدخل مُخالفيه السياسيين إلى حظيرة الطاعة؛ بينما تظل حرية التعبير السلمية أعلى مراحل الوعي بالنسبة لليمنيين؛ لذلك فإن كل أحادية تبدو بائسة حين لا تتيح للآخر أن يقول رأيه، وأما الذي يجب أن يكون مرجعية أخلاقية وقيمية للجميع فهو عدم التنكيل والتضييق والتخوين. من هنا نشير إلى أن كل حالات الهيمنات سترتد عبءاً على أصحابها، هكذا يقول التاريخ، والأرجح أن أية سُلطة لا تتقبل النقد الموضوعي ولا تعمل على الإصلاحات من الطبيعي أن تقود عربتها إلى الاصطدام مع الجماعة الوطنية الواسعة. فخلال السنوات الماضية شهدت اليمن تحوّلات عميقة على كل المستويات، وبالمحصلة كان من الطبيعي أن تختلف الآراء حول الاتجاهات طبعاً؛ لذلك من المهم مغادرة العيش في الماضي، ومن الأهم في السياق أيضاً أن نكون على معرفة ب«أين نقف الآن، ومن نحن، وماذا نريد..؟!». يريد الناس أن يشعروا بالأمل الحقيقي وليس الانتقال من وهم إلى آخر؛ بينما يحتاج العقل السياسي والثقافي والاجتماعي اليمني إلى تطوير المفاهيم والرؤى والإجراءات كي يتسق مع العصر ويتجاوز التنميطات ويحرز التقدم المنشود. ثم إن من لا يعمل على تجديد وسائله وفقاً للغايات المستقبلية؛ فعليه أن يتحنط فقط، على أن كل المشاريع التي لا تخلق التحديث والعدالة الاجتماعية وبالتالي لا تفضي إلى مكافحة الفساد بأدوات سليمة لابد أن تتلاشى. [email protected] "الجمهورية"