ترى متى ستتوقف التعاسة اليمنية العظيمة بعد كل هذا؟ ففي الصراع الذي تجدد أكثر من مرة بين السلفيين والحوثيين، ستظل تؤلمني حالة الإنسان المهدورة بين الجانبين.. ذلك أنه الصراع الذي لامجال فيه للإنسان وللرأي الحر وللاختيار الخصوصي. صراع التحيزات المتطرفة إما سلفي أو حوثي وكل جهة أباحت دم الجهة الأخرى.. وحيث تتنامى الكراهيات بشكل غير متصور، ثمة أحقاد وضغائن سخيفة بلا مبررات منطقية.. على أن الاحتقانات بين الجانبين ستظل تتأجج كما تشير الدلائل. إنها احتقانات مهووسة ببدائيتها ولامجال فيها لهموم اليمنيين الموضوعية، احتقانات لاتنتج أي قيمة للسلام بقدر ما تنتج كل قيم الدمار فقط، احتقانات متخلفة تزعم أنها تمثل الدين السوي للأسف وهي منها براء، احتقانات تجلب معها كل تشوهات التاريخ الشنيعة تحديداً ثم تريد أن تتعزز في مستقبلنا الجمعي بشكل لامنطقي وقح رغم كونها مجرد تشوهات لاوطنية ولامدنية. الأرجح أن المال الاقليمي يلعب دوره الكبير في الصراع.. فيما غياب الدولة يشعرنا جميعنا بالمهانة للأسف.. على أنها بؤرة التخلف الفكري تتمثلها صعدة اليوم أكثر من غيرها، فضلاً عن كونها البؤرة التي تمثل نتيجة طبيعية لتلاشي قيم الديمقراطية والتسامح والعقلنة ومن ثم تدهور قيم المواطنة والمدنية والتعايش بين اليمنيين على مدى الخمسين عاماً الماضية كمثال. ترى متى ستتوقف التعاسة اليمنية العظيمة بعد كل هذا؟ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك