ماذا يريد الحوثيين والمخلوع من المحافظات الجنوبيه؟؟ ، سؤال ترد عليه ،قذائف الحقد الطائفي التي تطال المدنيين واحياءهم السكنيه . ان حمل السلاح لايرتبط بنوع الملبس كما يوهم البعض انفسهم ، بل بتوفر مبررات حمله ، كما هو اليوم في المحافظات الجنوبيه ، وتحديدا عدن ، وما تتعرض له من عمل عسكري ، لاهدف له غير دافع الهيمنه ، واعادة تلك الجغرافيا الى حضيرة التسيد التاريخي ،واصرار رفع العلم على مبنى " الكنيست" في المعاشيق. في العام 94 ، لم يشارك ابناء المجافظات الجنوبيه في المعارك التي صورت على انها بين انفصاليين ووحدويين . حتى ذلك الحين ، كان الجنوبيين يعتقدوا بخطاء علي سالم البيض ، وان الوحده مازالت تمثل هدفا وطنيا ، تربوا عليه ضمن افق " لنناضل من اجل الدفاع عن الثوره اليمنيه وتنفيذ الحطه الخمسيه وتحقيق الوحده اليمنيه " شعار رددته حناجر طلاب المدارس كل صباح ، وتفتتح به الرسائل الرسميه والمعاملات الحكوميه ،بينما كان الشماليون يخوضون الحرب بدافع الغلبه التاريخيه ، كما يعرفها البعض ، ولكن بأدوات جنوبيه . انتهت الحرب باءنتصار ثقافة البرع " بسلاح الزمره " على الثقافه المدنيه الجنوبيه ، التي ترسخت في جذور التاريخ الاستعماري ونظام الحزب الاشتراكي على مدى 150 عاما. سريعا ، بداء المنتصرون يعبرون عن حقيقتهم " الوحدويه، " بالفيد والنهب والتعالي والاقصاء من الوظيفه العامه المدنيه والعسكريه ، اذ تم تسريح 80 الف من منتسبي القوات المسلحه والامن ، البالغ عددها 100 الف ، ذات العدد الذي وصل الى تخوم رداع واب ، مقابل اضعافه من القوات الشماليه في العامين 79. ليس هذا فحسب ، بل اقدامهم بعد ذلك بتصدير كل النماذج الشماليه السيئه ، وفي مقدمتها القبيله وثأراتها ، التقطع وعقال الحارات ، وثقافة التهجير وكل ماعرف به الشمال القبلي . طوال 25 عاما ، ظلت القوى السياسيه ووسائل الاعلام وغيرها ، تبذل جهدا في تقديم ماحدث على انه حاله عارضه في التاريخ ، يتحمل مسؤليتها فقط علي صالح واعوانه ، ولا يعكس حقيقة الواقع العام في البلد ، مع ذلك كان الجنوبيون يروا ان اقامة دولة النظام والقانون ،هو المدخل الوحيد لاعادة الاعتبار للوحده ، عدا ذلك لايعدو عن كونه خطاب سياسي واعلامي لايقدم ولا يؤخر . مايجري الان ، تكرار لعدوان 94 ، وان بدوافع مختلفه وادوات شمالية خالصه هذه المره ، اذا ماستثنينا " بن دغر والزوكا وياسر اليماني . بالنسبه للمخلوع ، فاءن الحرب الجاريه تمثل واحده من حالات الانتقام ، واستمراريه لوهم الانتصار على زمرة المثقفين ، اما الحوثي وما يرتكب من حماقات قاتله لما تبقى من اواصر اجتماعية ووطنيه ، فلا يخرج عن اطار كونهم احد الاذرع الايرانيه في المنطقه. وفي الوقت الذي نحيي فيه جبهة الضالع و" عيال التمبل " في عدن نتسائل: لماذا ضعفت جبهتا كرش وابين ؟؟ اين الصبيحه والمسيمير واللجان الشعبيه في ابين ؟ هل تفرغوا للفيد وتركوا مصير الجنوب لاولئك الشجعان باءسلحتهم المتواضعه ، واللذين ظن الحوثي يوما انهم لن يصمدوا امامه اكثر من يوم . تعز التي يوجه لها البعض اللوم ، قامت بما هو متاح وقدمت شهداء واعاقة تقدم الحوثيين من جهة التربه ، اما اشراكها في المواجهات واعاقة تقدمهم على جبهة كرش ، فكان على الرئيس هادي تسليح ابناءها قبل بدء المعركه ، اذ يعرف جميعنا ان المحافظه مدنيه ولا تمتلك من الاسلحه مايؤهل الناس لخوض معارك مع طرف لديه كل امكانيات الدوله على هذا الصعيد، مع ذلك لننتظر ماستحمله قادم الايام . اما اولئك الذين تسببوا بوصول الجنوب الى ماهو عليه من المهانه ، كنتيجه لادارتهم السيئه لمعترك 94 ، فعليهم ان يصمتوا ويغادروا تلك اللغه التي تفرق ولا تجمع خاصه في ظل هذه الظروف الاستثنائيه ، التي تتطلب خطاب سياسي واعلامي مناقض للخطاب الذي ينضح به سوق البيض وامثاله .