الواقع الراهن في اليمن واقع مؤلم مُر ، واليمنيون في حالة ضيق وعسر ، مشتتين الجمع ، مبعثرين الرأي ، في حالة مأساوية مع الأوضاع العصيبة التي تمر بها البلاد ، روائح الدماء تفوح ، ومناظر الجثث والأشلاء عن الأعين لا تروح ، والعالم ما بين مشارك في الأحداث ومتفرج على ما ألت أليه اليمن السعيد الحزين حالياً. أوضاع لم تمر على اليمنيين من قبل ، ومرحلة صعبة من تاريخ اليمن تأبي الرحيل سريعاً ، مرحلة عسيرة تتعسر أكثر معا الأيام ، وضيق يتصاعد ومسالك ضاقت ومهالك أحاطت وأزمات اشتدت وضمائر غابت . نتمنى اليسر والفرج وإذا صارحنا أنفسنا نجد أننا أحدى الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الحال ، فقد ضيقنا وعسرنا على بعضنا البعض بشراء وتكديس البعض للقمح والحبوب وشراء كميات كبيرة منها مما أدى لاختفائها وزيادة أسعارها ، ومتاجرة البعض بالسوق السوداء للبنزين والديزل والغاز ، واستغلال الأوضاع برفع الأسعار والاحتكار والغش والخداع وغيرها من الأمور الكثيرة التي كنا نحن سبباً فيها وبدلاً من تعاوننا وتساعدنا وتفهمنا للأحداث والأزمات ومحاولة الخروج منها ، طورناها وضاعفناها وخلقنا أزمات جديدة ، لا أتكلم عن الكل ولكن عن كثير من الشعب ومعا هذا يطلبون حلول للأوضاع والأزمات ويسألون الله اليسر والفرج وهم كانوا سبباً من أسباب العسر والضيق. هناك أمل في استعادة اليمن السعيد وإحياء عاداتنا وتقاليدنا كيمنيين نمتاز بالطيبة والكرم والجود والإخاء ، يتوقف ذلك على قدرة تجاوزنا للمرحلة الراهنة والأزمات الحالية بإغناء وتحكيم العقل وفتح القلوب والعودة إلى عاداتنا وتقاليدنا العربية اليمانية الأصيلة المعروفة بالشهامة والنبل لننهل من ينابيع المحبة والتسامح والإخاء والحوار ، ما نحتاجه عودة إلى النفوس وتصفيتها ، وإيقاظ الضمائر ، والتحرر من العصبيات والسلبيات والانتماءات الضيقة . أن ما وصلنا إليه من سوء في معاملاتنا وأخلاقنا لشيء مخزي وعار علينا كيمنيين عرفنا بكل معاني وصفات الأخلاق والمعاملات الحسنة ، لابد من تتغير النفوس ليغير الله حالنا إلى أفضل حال ويأتي باليسر بعد العسر والفرج بعد الضيق وهوا القائل سبحانه " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ .. " قف مع نفسك من أجل وطنك.