استغرب صاحب البيت عودتي وأخبرني بصراحة أننا في موسم "الهجرة من المدينة". قعدتُ في النافذة أراقب بفضول المارّة الذينَ لايَعبرون، انتبهتُ فجأة الى سبعة كلاب أمام المنزل. وهُنا عدتُ الى الوراء في طفولتي أخاف الكلاب ويمسّني تبادل النباح بالهلع، وحتى الان لم أصدق حكاية الفتى المهذب "سبستيان" وصديقه السيد "بيل". وحدث ماكنت أخشاه: تعاركت الكلاب أمام المنزل ولايوجد أحد من المارة لاحتواء الموقف، حين كنتُ طفلًا قالت "أُمّي": انّ مثل هذه الكلاب لم تتم تربيتهم جيداً. قبل أيام أخبرتُ صديقي أنّي أمقتُ حمل السلاح وبنبرة صوت مرتفعة قال: "القافلة تسير والكلاب تنبح" لم أُخبر صديقي حينها بعقدتي من نُباح الكلاب فقد غادر النقاش مبكراً، تحسّست تلفوني السيار ﻷخبره بأني الان أسمع وأرى نباح الكلاب، وبعد عناء من البحث تذكرت أن التلفون صار في عداد الموتى بدون شحن. كان صديقي محقاً في حديثه عن نباح الكلاب لكن "القافلة" لم ألمح سيرها، الكلاب مازالت تتعارك أعدتُ النظر مرّتين ولايوجد أي دليل على مرور "قافلة" من هنا عدا سيارة مرّت في الشارع يستخدم سائقها "الغاز" كوقود وأخرى في الخط السريع يستخدم سائقها "زيت الطبخ"، وعندما حلّ المساء غرقنا في الظلام، منذ أشهر وكأننا في فصل خامس "فصل الظلام". اليوم خرجتُ مبكراً وفي طريق عودتي لم أشاهد "القافلة" شاهدت فقط "قافلة من القمامة" وحولها كلاب لم تتم تربيتهم جيداً.