مما لا شك فيه أن هجوم يوم أمس على الحدود السعودية كانت عملية نوعية قام بها علي عبدالله صالح بقواته المدربة بإسناد من قوات عبدالملك الحوثي الفدائية والمتمرسة للقتال، وكانت تلك العملية دقيقة وواسعة وسريعة لإرسال عدة رسائل سأتي في ذكرها لاحقا. ومن حيث تصنيف الخبر عبر وسائل إعلامهم على أنه (أكبر هجوم تتعرض له الحدود السعودية مع اليمن) يتبن لنا قدر الخسائر الذي تكبدوها، وما إعلان مقتل ضابطين وجنديين سعوديين إلا قدر بسيط من تلك الخسائر من أجل الحفاظ على الروح المعنوية للجيش والشعب السعودي كونهم لا يستطيعون إخفاء خسائر تلك العملية والتي ستتداول لا محال بين السعوديين، وإعلان إنه من (الحرس الجمهوري) التابع لصالح جاء لتبرير إخفاقهم العظيم على الحدود والذي لحقه قصف هستيري على صنعاء بتخبطهم المعهود عبر أهداف مكررة وغير واضحة سوى لإرعاب النساء والأطفال والمسنين وإستهداف المدنيين! ومن حيث إختيار وقت العملية من قبل الجانب اليمني فقد كان ذكي للغاية وهو (نهائي كأس الملك) بين الهلال والنصر (أكبر فريقين من حيث الشعبية) وبالتأكيد (جيش الكبسة والكرة) يتابعها بشغف وكذلك الجنرال المراهق بن سلمان ونسوا أنهم في حالة حرب وعدوان على اليمن! ومن ضمن تلك العملية النوعية إطلاق صاروخ أسكود نحو خميس مشيط والذي تم الإعلان من قبل الجانب السعودي عن التصدي له وثبت لاحقا أنه إستهدف تحلية خميس والقاعدة العسكرية دون تصدي! وهذا يؤكد أن قصفهم المدّمر لمخازن السلاح ومعلومات إستخباراتهم وعملائهم المتواجدين في اليمنوالرياض وإستخبارات أسيادهم وأقمارهم الصناعية غير ذات جدوى جميعا. هذا درس عظيم لآل سعود لعلهم يستوعبونه في ضرورة وقف حربهم وعدوانهم على اليمن والتعامل معه بإحترام، ورسالة لعقلاء آل سعود لضرورة تصحيح وضعهم الداخلي قبل إنهيار المملكة بسبب سياساتها العدائية في اليمن والمنطقة، ورسالة لعملاء الرياض أن الكل ينبذهم وأن اليمن أقوى بدونهم رغم وضعها المزري والإقتتال الداخلي، ورسالة لعملائهم في اليمن أنكم أحقر من أن تضروا أمكم اليمن، ورسالة لهادي أنه كان سبب تدمير الجيش ونزع هيبته وكان عمله ذلك بقصد ليرضي أسياده الذي فرّ لهم بعد تنفيذ ما أُمر به، ورسالة للمجتمع الدولي بأن الحرب لازالت في بدايتها فلينقذوا المنطقة وما يستطيعون إنقاذه عبر حوار جنيف، ورسالة لأمريكا في ضرورة الإسراع بالتدخل السياسي في حماية آل سعود من زهيمر سلمان وطيش إبنه. هذه رسائل عدة عسى أن يعيها الجميع، وهذا دليل واضح عن هشاشة المملكة وجيشها رغم ملياراتهم وحلفائهم، وعن قوة اليمن رغم الإنهيار والإقتتال والحصار. [email protected]