في مشهد الزهو كما هي عادتها قطعان الحوثي ومسلحيه عند وصولها أي محافظة تنكب نحو الاستسلام والانبطاح، وتعلن رويبضاتها الولاء لقائد الطلاسم عبدالملك. هذا هو منطق الخوف، والخور، والجبن، الذي تألفه بعض النفوس الضعيفة، وحرقه الضالع بنار شجاعته المعهودة. الضالع "الجبال الشماء"، الضالع "دار الحيد"، الضالع التاريخ المشدود نحو النصر، الضالع الأسد، لم ينكب، ولم يقبل سيد "الثعالب المطلسمة"، وحلفائه، ومليشياته المرتزقة، بل شد مئزره، وتنكب قوسه، وسل سيفه، وبدأ معركة الكرامة والرجولة في أسمى معانيها، وبأبهى صور التضحية. لم يكن للحوثي الوصول إلى أكثر من نقطة وصلها الضبع العفاشي عبدالله ضبعان، ليعزز من صمود اللواء 33 مدرع وتحصين قلاعه الأمنية في الجمرك، ومعسكر الجربى شرق الضالع، ومؤخرت اللواء في معسكر "الصدرين" في مريس، والأمن المركزي في قعطبة. حتى تدافعت معابر المقاومة في ساحات النضال والحرية، لتسقي سم بأسها ثعالب الغزاة، وتحرقهم بنار بارودها طيلة الأشهر السابقة، فالضالع لم يتريث حد ترتيب أوراق صفوف مقاومته، بل توسط معمعة القتال على مختلف الجبهات، بجيش أبناءه المدربين بالفطرة على حمل السلاح والشجاعة في استخدامها. وما أن فرغ الضالع من معركة التحرير، حتى طالت أذرع مقاومته تعقب فلول عفاش والحوثي لتطهير ما تبقى من جيوب الخزي في الضالع، والتوجه نحو إب ودمت وغيرها من المديرات. هي الضالع لمن يجهل بأسها، هي الضالع يا فأر الكهوف، هي الضالع يا خلايا العفافيش، جبال مرابضها أسود، فهل بوسع المرتزقة مواجهة الأسود، مهما انتفش ريشكم، وفاق تسلحكم بإيران المجوسية وتكنولوجيتها، وعبثا أن تسعف "حروزكم"، وأذناب مرتزقتكم اتقاء الهزيمة المخزية والمذلة أمام المقاومة التي لا تقهر. خسئت عقولكم، وخاب سعيكم حثالة النهب والتخلف. الضالع كان يقاتلكم بيد واحدة، ورجل واحدة، فكيف أوهام أطماعكم وقد تحركت يده الأخرى في "قعطبة" و"دمت" و"مريس" و"ريشان" و"حمر" و"شخب" و"الفاخر وسليم" و"الأعواد" لا شك أنها سوف تذهب أدراج الرياح. هذه الضالع وقد حمشتها الحرب الظالمة التي تقودها عصابات القتل المأجورة، دماء النخوة والحرية قررت أن تناجز من بقي فيها من أزلام عفاش والحوثي، والتحرر من مآسير المخاوف العفاشية والإمامية. لدي ثقة أن في الضالع مكنون ومخزون مقاومة لا تقهر، بمقدورها أن تكسر شوكة الحوافيش في طول البلاد وعرضها، وليس فقط في الضالع لو حازت على بعض مقدرات المعركة وثقة القيادة السياسية. عبدالملك، الحائز على لقب أغبى قائد مليشيات، ولقب أكبر موتور في سوق السياسة )بالشراكة مع عفاش وإبنه(، وأبشع دموي عرفته اليمن، وأكبر قاتل وانتهازي في حق الطفولة، والأول في تخريب دور العبادة، ونسف معالم الدين السمح والوسطي الحنيف، وإبادة أفكار معارضيه ولو كانت سياسية، لقي من يداوي كل حماقاته في الضالع، التي قدرها أن تردع وتزجر الطغاة والسفاحين، وتنكس راية الغزاة أيا تكن هويتهم. اليوم الضالع، قرر أن يلاحق فلول الغزاة باتجاه محافظة "إب" ومديرية "دمت" ليواصل معركة استرجاع الوطن المخطوف من بين أنياب عصابات عفاش والحوثي. ليلتقي مع مقاومة تعز المخلافية وعدن في محافظة إب، والتوجه نحو صنعاء بالتنسيق مع المقاومة المآربية الصلبة لتحريرها من عصابات ومرتزقة عفاش والحوثي.