إخواننا أبناء الجنوب العربي ( اليمني سابقاً) المطالبون بفك الإرتباط واستعادة الدولة .. !! نحن أبناء تعز .. تربينا على حب عدن ليس « طمعاً في إستنشاق هوائها وأكل سمكها ونهب العقارات فيها » كما ورد في حديث عيدروس النقيب - رئيس كتلة الحزب الإشتراكي في البرلمان - لقناة BBC إبّان ثورة الشباب 2011 بل لأن تعز أصرت على مساندة ثورة 14 اكتوبر عقب إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من منصة ميدان الشهداء فيها ساعة البدء بالكفاح المسلح ضد الإستعمار البريطاني وتحرير الجنوب (اليمني) المحتل، فاحتضنت معسكرات تدريب الثوار ومدتهم بالسلاح والمال والرجال، كما احتضنت آلاف الأسر من أبناء عدن و المحافظات الجنوبية الذين نزحوا منها أثنا معارك التحرير وأثناء الآقتتال بين جبهتي التحرير والقومية وأثناء الإنقلابات وحركات التصصحيح في الجنوب .. و كانت تعز الملاذ والحضن الدافئ للجميع، وعمل أبناء الجنوب مدراء وموظفون في جميع المؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة و في كل المجالات دون أن يتعرض أي جنوبي للإساءة أو الإستفزاز أو الإقصاء من أحد. و أثناء الكفاح المسلح في الجنوب لعبت إذاعة تعز دوراً طليعياً ثوريا وحصرياً في بث الأناشيد الحماسية والبيانات والنداءات الثورية وأخبار العمليات الفدائية ضد المستعمر في الجنوب .. حتى تم الجلاء . وأثناء الحروب المتعاقبة بين الشطرين .. كانت تعز تنحاز دائماً إلى صف الجنوبيين .. وأبناء تعز كانوا أول المناضلين والمطالبين بإعادة توحيد شطري اليمن ولأجل ذلك أستشهد خيرة أبناء تعز في سجون ومعتقلات نظام صنعاء و أختفى قسرياً العديد منهم .. وبعد 22 مايو 1990 بادر أبناء تعز تجار وعمال وبناؤن و باعة متجولون لبعث الحياة والعمران والنهضة الإقتصادية والتجارية في عدن و في المحافظات الجنوبية كافة .. وما هذه عدن اليوم الزاهية التي صار يتغنى ويتغزل بجمالها إخواننا الجنوبيون - وبعضهم ممن شارك في تدميرها في الماضي - ماكانت لتكون لولا أبناء تعز - وليس سعودية سلمان و إمارات أولاد زائد -. أبناء تعز دفعوا بالوحدة ثمناً باهضاً من المعانات والنضال وليس الجنوبيون .. ومن عاش فترة ماقبل الوحدة يعرف تماماً الفرق بين مستوى المعيشة للفرد في تعزوعدن وكيف أصبحت الآن !! ومن نافلة القول بأن ساحة الحرية في تعز احتضنت الثوار من شباب الضالع والجنوب، وبأن تعز رفدت ساحات عدن بشباب من أبنائها .. وتعز ناضلت لإنهاء سيطرة علي صالح وآل الأحمر - الذين شنوا حرب 94 على الجنوب - .. وقدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.. وفي الحرب الأخيرة تصدى أبناء تعز وحدهم لجحافل الحوثي و جيش علي صالح في محاولة يائسة لمنعهم من اقتحام عدن ومحافظات الجنوب .. ولوحدهم خرج أبناء تعز في مسيرات و مظاهرات حاشدة للتنديد بغزو عدن والجنوب - في الوقت الذي لم يخرج حتى بضعة أفراد في المحافظات الجنوبية - فصب صالح والحوثي عليهم وعلى مدينتهم أبغض الانتقام .. واليوم في الجنوب يتعرض أبناء تعز من اخوانهم الجنوبيين للمضايقات والأستفزازات والإعتقالات حتى وصل حد التصفيات الجسدية واحراق المنازل والممتلكات !! ورغم كل هذه الخسائر لأبناء تعز ماكانوا يطمحون لأن تسمى شوارع عدن ولا قاعدة العند بأسمائهم، بل يطلبون المعاملة بالمثل ( والوفاء بالوفاء ) ووقف الإبتزاز لهم بفدية المعتقلين وبيع تصاريح الدخول والخروج لعمال المطاعم والمتاجر والباعة المتجولين منهم .. وفي الأخير وبعد أن دفعنا كامل التعويض - من مال الشعب اليمني من صعده إلى المهرة - لإخواننا الجنوبيين عما لحق بهم من بطش وظلم وخسائر ونهب في فترتي حكم الحزب الإشتراكي وحكم علي صالح،، وإذا كان أخواننا الجنوبيون يعتقدون أنهم هم وحدهم يملكون الحق في المطالبة بفك الإرتباط واستعادة دولة علي البيض المنهوبة !! فإننا نعتقد أن من حقنا نحن أيضاً - خاصة أبناء تعز - أن نقولها بصراحة وبصوت عالٍ « كنا نحب الوحدة ونقدسها ولكنكم أجبرتمونا على أن نكرهها وأجبرتمونا على انتظار اليوم الذي سنرمي ثقلها عن كواهلنا وضمائرنا» (( وإن يتفرقا يغن الله كل من سعته وكان الله واسعاً حكيما)) صدق الله العظيم.