أستقبل أبناء المحافظات الشمالية عامة وأبناء تعز خاصة مئات الأسر "آلاف الأفراد" النازحين من مدينة عدن، أثناء فترة الحرب التي خاضوها مع آلة القتل الحوثية. الغريب في الأمر أن هناك من أبناء عدن حاليا من يتشفي ويفرح لإجرام الحوثيين بحق أبناء مدينة تعز ويسر بآلة القتل التي تحصد عشرات الأرواح في اليوم الواحد، وتحاصر المواطن المغلوب وتمنع عنه شربة الماء وحبة الدواء. إضافة إلى ذلك كله، هناك تصرفات فردية جنوبية تصف أبناء الشمال عامة وأبناء تعز خاصة بأنهم مجرمون ويعملون لصالح الاستخبارات التابعة للحوثيين لصالح.... نسوا أن تعز وإب وصنعاء احتضنت الآلاف منهم ورحبت بهم أيما ترحيب أثناء فترة الحرب، حيث أني ما زلت أتذكر قيام إمرأة جنوبية نازحة من منطقة خور مكسر في مسجد الفردوس بمنطقة سعوان بالعاصمة صنعاء لطلب المساعدة كونها مشردة ولا يوجد لديها مصدر دخل إضافة إلى مقتل أحد أبناءها، مما دفع الجميع إلى التعاطف معها بشكل كبير والتسابق في مساعدتها. الكثير من الأسر الجنوبية التي كانت عالقة في الهند، وتعرفت عليهم أسرتي خلال رحلة العلاج، وبعد افتتاح مطار صنعاء الدولي أمام رحلات العالقين مكثوا في العاصمة صنعاء لعدة أشهر حيث أنه كان الدخول إلى عدن في تلك الفترة ضرب من المستحيل ومغامرة لا نجاة منها. جدير بالذكر أن هذه الأسر لم تتعرض لأي مضايقات من أبناء الشمال، أو أي من هذا القبيل. إضافة لذلك تفاجأت أن أحدهم يقول في الفيسبوك "الدحابشةبيشتغلوا في الاستخبارات ولا واحد منهم قاتل معنا"، لتكن المفاجأة الكبرى أني شاهدت الصور المنشورة لفعالية 14 أكتوبر حيث تحوي على عدد من الصور المرفوعة لشهداء شماليين قتلوا دفاعا عن عدن معظمهم من أبناء تعز، وفوق هذا كله أني أعرف العديد من أبناء تعز من قاتل ودافع عن عدن ويعمل الآن في صفوف المقاومة في المدينة. من يستطيع أن يقنع هؤلاء الجنوبيين أن أبناء صنعاءوتعز وإب وذمار والحديدة والبيضاء وعمران والجوف وحجة بل وصعدة أكبر المتضررين من إجرام الحوثيين والمخلوع صالح، كم اعتقلوا وقتلوا وشردوا من أبناء هذه المحافظات الآلآف والآلآف من يستطيع أن يقنعهم أننا نحن الشماليين والطلاب المغلوب على أمرهم أول من خرج وصرخ وتظاهر في جامعة صنعاء احتجاجا على جرائم الحوثيين وسيطرة مليشياتهم على أجهزة الدولة حيث وتعرضنا لعمليات الضرب والطعن والخطف. من يستطع أن يقنعهم أن يقنعهم من يستطع أن يقنعهم... بالنسبة لي شخصيا كاد النقاش في أحد المرات مع مجموعة من الحوثيين على متن أحد باصات النقل بالعاصمة صنعاء أن يتحول إلى مضاربة بسبب انتقادي لجرائمهم بحق الجنوب وقتلهم وتشريدهم لأبناء وأطفال ونساء عدن، حمدا لله على نجاتي منهم بأعجوبة، إضافة إلى ذلك أني لم أعجب بأي أغنية أو أنشدة مؤيدة للمقاومة كما أعجبت بأنشودة "هنيئا يا أهالي الخور". من يقوم بهذه التصرفات والتجاوزات مجموعات قليلة تهدف إلى الإساءة للجنوبيين وصنع شرخ كبير في النسيج الإجتماعي، ونتمنى معالجة هذه التجاوزات.