علماء وهيئات إسلامية في دول عدة ينعون العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني    تفاصيل لقاء جمع مسؤولين عمانيين ووفد حوثي بالمبعوث الأممي    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    الشيخ بن بريك: علماء الإسلام عند موت أحد من رؤوس الضلال يحمدون الله    القبض على مقيم يمني في السعودية بسبب محادثة .. شاهد ما قاله عن ''محمد بن سلمان'' (فيديو)    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    شبام يستعد توازنة أمام التعاون بالعقاد في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    في اليوم ال 199 لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. 34151 شهيدًا ونحو 77084 جريحا    دعاء مستجاب لكل شيء    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    ذمار: اندلاع حرب أهلية مصغرة تُثبت فشل الحوثيين في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم    حزب الرشاد يعزي في وفاة الشيخ الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    رئيس مجلس القيادة: برحيل الشيخ الزنداني خسرت الأمة مناضلاً جمهورياً كبيراً    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    الكشف عن علاقة الشيخ الراحل "عبدالمجيد الزنداني" مع الحوثيين    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئاسة الجمهورية تنعي الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتشيد بدوره في مقارعة النظام الإمامي    غضب المعلمين الجنوبيين.. انتفاضة مستمرة بحثا عن حقوق مشروعة    وزير الصحة يشارك في اجتماعات نشاط التقييم الذاتي لبرنامج التحصين بالقاهرة    ماني يتوج بجائزة الافضل في الجولة ال 28 من دوري روشن السعودي    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تحتفل باليوم العربي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية    الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يبعث برقية عزاء ومواساة الى اللواء احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج بوفاة نجله مميز    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    راتكليف يطلب من جماهير اليونايتد المزيد من الصبر    مجازر صباحية وسط قطاع غزة تخلف عشرات الشهداء والجرحى    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    ريال مدريد يقتنص فوزا ثمينا على برشلونة في "كلاسيكو مثير"    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    فاسكيز يقود ريال مدريد لحسم الكلاسيكو امام برشلونة    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    الأهداف التعليمية والتربوية في قصص القاضي العمراني (1)    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المختصر في إنطلاق ثورة 14 أكتوبر
نشر في التغيير يوم 25 - 11 - 2015


لا لبوزة ولا فيصل ولا مصر فجّروا ثورة 14 أكتوبر
ليس هناك شعب يهوى تزوير وتشويه حقائق تاريخه الوطني مثل الشعب اليمني ، ونحو 90% منه لا يستطيع أي مثقف محترم أن يدخل معهم في نقاش مثمر بسبب تدني المستوى التعليمي والثقافي لديهم مما يجعلهم يلجأون للمحاججة إما بأكاذيب أو بشتمك!
لذلك تركت الكتابة بالصحافة منذ نحو سنة كما أغلقت صفحة الفيسبوك فقد تأكد لي بأنه ليس وسيلة للتثقيف وإنما للمهاترات والشتائم لدى كثير من الجنوبيين وكثير أيضاً ممن نزح أهاليهم من تعز إلى عدن طلباً للرزق في أيام الاستعمار البريطاني وعهد الرفاق المتمركسون. وهناك فئة جديدة من مزوري التاريخ اليمني وبالذات في جزءه الجنوبي ألا وهم الإنفصاليون من الحضارمة وهناك ما يسمى بعصبة قوى حضرموت وبالأصح هم عصابة لتزوير تاريخنا في محاولة لإثبات عدم يمنية الجنوب وعدم جنوبية حضرموت (رددت عليهم بعدة مقالات منذ نحو 4 أعوام ورفضت كل صحف اليمن ومواقعها في النت نشر مقالاتي باستثناء خمسة أذكر أنه بين الخمسة صحيفة 14 أكتوبر وعدن أون لاين وصدى عدن وموقع حضرمي لم أعد أذكر اسمه ، وثبت لي بأن كل من يسمون بقادة القوى السياسية باليمن ومعظم أصحاب الصحف والمواقع لا يهمهم الحفاظ على جنوبية حضرموت ولا يمنية الجنوب ووالله لو أنه لدى الانفصاليين الجنوبيين قائد فذ ومحترم لتحقق إنفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية منذ سنين ، كما أنه لو لدى الحضارمة قائد فذ ومحترم لقادهم للإنفصال وحققه لهم منذ سنين).
أقيم بعدن وكنت آخر من نزح من حي المعلا فقد صمدنا رغم قصف المدفعية العشوائي الذي دك منازل مجاورة ومنازل أخرى ملاصقة لمسكني دقتها قذائف البوارج المصرية الراسية في مياهنا الإقليمية قبالة عدن وكان المقصود مواصلة الرمي بإتجاه باب عقبة عدن الذي تتواجد عنده قوات أنصار الله بكثرة فأخطأت البوارج أهدافها مراراً، وصمدنا رغم رصاص الكلاشينكوف الذي اخترق نوافذنا وصواريخ طائرات السعودية التي لم يسلم منها أي موقع بعدن ودكت كثير من المنشآت القريبة من مسكني كالمبنى الجديد للمجمع القضائي مما تسبب في وصول شظايا لمساكننا وتحطم زجاج نوافذنا وعندما صارت الكهرباء والمياة مقطوعة على مدار الساعة وأشرفنا على الهلاك بسبب الجوع والعطش وعدم النوم لثلاث ايام متتالية بسبب شدة حرارة الجو ورطوبته نزحنا! وللآن لم تعد الحياة الطبيعية إلى عدن (ولن تعود!) وفي هكذا أوضاع لم أطالع منذ نحو 6 أشهر أي صحيفة ورقية وصحف صنعاء لا تصل منذ 6 أشهر وربما أكثر كما أن صحف عدن توقفت عن الصدور وعلمت منذ أسابيع بأن صحيفتين عاودتا الصدور ولم أطالع أي عدد منهما.
لا أعلم بما ينشر بالصحافة اليمنية منذ شهور وما كنت سأكتب هذا المقال لولا أن حدثني كثير من الأصدقاء عما طالعوه بالصحافة والتلفاز من إفتراءات وأكاذيب في الذكرى 52 لثورة 14 أكتوبر المجيدة بقصد تشويه تاريخنا الوطني وبخاصة التي نشرتها وسائل إعلام تتبع الرفيق عبدربه منصور هادي وقناة سهيل التابعة للتجمع اليمني للإصلاح ، وطالبني الأصدقاء بضرورة الرد لتوضيح الحقائق للناس فأجبتهم بأن الناس لم يعودوا يستحقون أن أتعب نفسي في الكتابة لهم فكم كتبت واوضحت ونشرت وثائق ولكن أكثر هذا الشعب لا يحترم تاريخه الوطني وأكثره يتمتع بوعي سياسي ضئيل، وألح الأصدقاء على أن أرد للتوضيح حول إنطلاق ثورة 14 أكتوبر إكراماً للقلة المثقفة والواعية وتذكيراً بحقائق سبق أن نشرتها ، وأمام إلحاحهم ها أنذا أفعل وأكتب هذا المقال كمقال جديد فلم أنشره من قبل ولا استنسخت إليه فقرات من مقالات سبق أن نشرتها.
لبوزة قتل قبل إنطلاق الثورة!
1) راجح غالب لبوزة لم يقد ولم يفجر ولم يشارك في ثورة 14 أكتوبر ، فقد قتل قبل إنطلاق الثورة في معركة مع القوات الإتحادية (وليس البريطانية كما يزعم المزورون) على خلفية سبب جنائي بحت لا علاقة له بتحرير الجنوب ألا وهو إقامة مجموعته حاجزاً بالحبيلين على طريق عدن / الحبيلين / الضالع/ قعطبة وأخذوا في تحصيل رسوم جمركية غير قانونية على السلع التجارية المارة بالطريق! ، فقام الشيخ محمود حسن علي لخرم (نائب أمير الضالع بردفان) بإزالة الحاجز وتأمين الطريق للمارة.
2) في 12 أكتوبر 1963 كان الشيخ لخرم يتجول بوادي المصراح بردفان فأطلقت عليه مجموعة لبوزة النار لكنه نجا من محاولة الإغتيال.
3) في اليوم التالي (13 أكتوبر 1963) عاد لخرم بصحبة قوات من الجيش والحرس الإتحادي مزودة ببعض المدافع ودارت معركة بين الجانبين وأخرست المدفعية نيران مقاتلي لبوزة ومن استعان بهم من أهل "آل قطيب" وأثناء قصف أماكنهم إنفجرت قذيفة بالقرب من لبوزة الذي كان متوارياً خلف صخرة كبيرة فأصابته شظاياها وقتل على الفور وكان ثاني إثنين من أهل ردفان قتلا في تلك المعركة.
4) ولتكتمل أهم فصول الرواية لدى القارئ المهتم أضيف بأنه ليس صحيح على الإطلاق أن بريطانيا طالبت لبوزة بتسليم سلاحه وسلاح مجموعته أو طالبته بغرامات مالية ، وليس صحيح الحكاية الظريفة عن رده بالرفض مع وضع طلقة رصاص في المظروف كتحد لبريطانيا! وكل ما نشر حول ذلك هو محض أكاذيب تافهة حاولت بيأس الإرتفاع بقدر آل لبوزة على بقية أسر وقبائل وفخائذ ردفان وكل الجنوب (سبق ونشرت بعض الأدلة التي تثبت زيف مراسلات لبوزة والظابط السياسي البريطاني بالمنطقة ومن المضحك أن آل لبوزة يتحدثون في تلك المراسلات المختلقة باعتبار أن الظابط كان يقيم بعاصمة ردفان "الحبيلين" مع أن العاصمة حينئذ في 1963 كانت "الثمير" .. بل جعلوا الظابط يوقع رسائله باسم "مستر ميلن" وجعلوا لبوزة يكاتبه بذلك الاسم ههههههه فذلك اسم غير صحيح البتة ومضحك جداً وإنتظروا كتابي الجاهز للنشر عندما تضع الحرب اليمنية أوزارها وقد وضعت نسختين لدى أقارب لي بمصر والإمارات تحسباً أن أقتل في هذه الحرب اللعينة أو أموت أثنائها فحينئذ سيطبعون الكتاب).
5) سبق أن نشرت بالصحافة ومراراً بصحيفة 14 أكتوبر الرسمية التي تصدر من عدن ، وفي موقع "مأرب برس" وغيرها وفي صفحة الفيسبوك أدلة عديدة ووثائق تثبت بشكل قاطع صحة كل ما ورد آنفاً عن لبوزة. ولست مستعداً لتكرار نشرها حالياً.. وكل ما فبركه جناب المقدم / محمد عباس ناجي الضالعي وصاحب العظمة اللواء / سالم علي حلبوب اليافعي حول بدايات إنطلاق ثورة 14 أكتوب ذهب للمزبلة بعدما رددت عليهما وسأحرقه في المزبلة من خلال كتابي فقد فصّلت وأضفت بعدما صار تاريخنا الوطني ملطشة بيد كل من هب ودب!
الثورة انطلقت دون علم فيصل!
الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل أسسها في الشمال (بصنعاء) في 1963م قحطان الشعبي من خلال دمج 7 منظمات ثورية جنوبية ، وانضمت لها بعد إنطلاق الثورة 3 منظمات أخرى.
قحطان هو أول من نادى بالكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الجنوب من الإستعمار البريطاني وكان ذلك في كتابه "إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على وحدتنا العربية" وصدر في 1959م ويعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية صدرت في عهد الإحتلال البريطاني وكان قحطان حينئذ عضواً قيادياً برابطة ابناء الجنوب (وهو من مؤسسيها) ثم في 1960م استقال منها مع نخبة من قيادييها ، وفي مايو 1962 صدر له كتاب هام يعتبر ثاني أهم وثيقة سياسية في تاريخ الجنوب ككل وهو "الإستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن (عدن والإمارات)" وكرر فيه الدعوة للكفاح المسلح وتشكيل جبهة قومية على مستوى اليمن ككل تعمل على القضاء على النظام الملكي المتخلف في الشمال وإقامة نظام حكم جمهوري ومن ثم الإنطلاق بالكفاح المسلح لتحرير جنوب اليمن المحتل وقدم دراسة بذلك للسياسيين اليمنيين من الشمال الفارين إلى القاهرة وبينهم احمد محمد نعمان وابنه محمد أحمد نعمان ومحمد محمود الزبيري ومحسن العيني وحسن السحولي وغيرهم فرفضوا مقترحه بدعوى أنهم لا يرغبون في الأخذ بالنظام الجمهوري وإنما يسعون لتطوير النظام الإمامي القائم كما أنه أي قحطان سيورطهم بمحاربة بريطانيا فيما هم يستفيدون من عدن كملجأ لهم كلما هربوا من الإمام. ومن يطالع ذلك الكتاب سيجد ان قحطان الشعبي لم يطالب بالوحدة اليمنية فهو أصلاً يعتبرها قائمة وأن اليمن إقليم واحد مستقل في شماله ومحتل في جنوبة والآن وبعد أكثر من نصف قرن على صدور ذلك الكتاب يطلع علينا الرفيق عبدربه منصور وكثير من تجار السياسة والمرتزقة في اليمن ليطالبوا بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم! والطراطير الذين يهاجمون قحطان الشعبي لأنه "يمنن الجنوب" عليهم أن يمجدوه فقد نفض التراب لإظهار هوية الجنوب وهي الهوية اليمنية العظيمة وأولئك الطراطير لم يكن لهم هوية فهم أشبه باللقيط فتسمية "الجنوب العربي" التي يتشدقون بها لا تدل على أي هوية وطنية وإنما هي تسمية إستعمارية بريطانية لتدل على الإتجاه الجغرافي لعدن ومحميتيها الغربية والشرقية الواقعة تحت الإحتلال والحماية البريطانية.
وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 انتقل قحطان من القاهرة (التي كان لاجئاً سياسياً فيها منذ حاول البريطانيون إعتقاله بلحج في 1958م بسبب تزايد نشاطه السياسي المناهض لتواجدهم الاستعماري) واتجه لصنعاء وأخذ في دعم النظام الجمهوري الوليد واستقدام المتطوعين من الجنوب واستقبالهم على الحدود ونقلهم لمعسكرات التدريب ولجبهات القتال ضد الملكيين (ولذلك كثير من القادة السياسيين باليمن ومنهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح يصفون قحطان بأنه قاد ثورة 14 أكتوبر وكان من قادة ثورة 26 سبتمبر) ثم أسس الجبهة القومية ولكن صنعاء والقاهرة (التي كانت الحاكم الفعلي باليمن) منعتا الجبهة القومية من ممارسة الكفاح المسلح أولاً لأنهما تريان عدم جدواه بالنظر للوجود العسكري البريطاني الضخم بعدن وثانياً لأنهما في غنى عن فتح جبهة قتال جديدة مع الانجليز من جهة الجنوب في وقت لم تستطيعا فيه صد هجمات الملكيين القادمة من جهة الشمال والمدعومة سعودياً.
وعندما وقعت معركة ردفان التي قتل فيها لبوزة لم يكن يتواجد من قيادة الجبهة القومية بالشمال غير قحطان الشعبي وناصر السقاف وكان قحطان مخططاً لبدء ثورة تحرير الجنوب من بلاده "الصبيحة" وابتاع من جيبه الخاص اسلحة وذخائر وقام بتخزينها بالصبيحة ، وجاءت معركة ردفان فاستغلها قحطان ولم يفوتها وتدارس الأمر مع المناضل ناصر السقاف الذي وافق على مقترح قحطان بإصدار بيان باسم الجبهة القومية يحمس ابناء ردفان لمواصلة القتال (فقد كانت معركة واحدة فقط قمعت خلالها القوات الاتحادية آل لبوزة ومن آزرهم من ابناء ردفان) وبشر البيان بقرب ثورة لتحرير كل الجنوب ، وأمر قحطان الملازم ثابت علي مكسر الصبيحي (لايزال حياً وقد كف بصره ولم توله الدولة اي إهتمام لعلاجه) بنقل 25 ألف طلقة رصاص إلى مقاتلي ردفان (كان قد سلمها إياه من قبل تجهيزاً لبدء الثورة من الصبيحة) وقام بتمويل قافلة إغاثة ودعم عسكري وطبي وانساني وأوصلها بنفسه إلى ردفان بعد أن أحكمت القوات الإتحادية حصارها على ردفان وأهلها مستعينة بقوات بريطانية بعدما أحدث البيان الأول للجبهة القومية تأثيره في تحميس ابناء ردفان وجعلهم ينتفضون على السلطات الاتحادية والبريطانية المتواجدة بردفان والضالع.
البيان الأول للجبهة القومية الذي أشعل شرارة ثورة 14 أكتوبر صاغه وكتبه أمين عام الجبهة القومية قحطان الشعبي وقام زميله المناضل ناصر السقاف بتوزيعه على الصحافة ومراسلي وكالات الأنباء الأجنبية وعارضته الأجهزة المصرية وحاولت إعتقال قحطان فأختفى في تعز وظلت الأجهزة على تواصل مع السقاف الذي كان ينكر معرفته بمكان تواجد قحطان ورفضت القاهرة بث البيان من إذاعات مصر واليمن إلا بعد نحو اسبوعين عندما وجدت أن الأمر أصبح حقيقة واقعة وطلبت (عبر الفريق فخري عامر رئيس جهازها بتعز) من السقاف أن يبلغ قحطان بالظهور وأنها تعطيه الأمان.
وكخلاصة ، أقول بان البيان الذي أشعل شرارة ثورة 14 أكتوبر صدر على المسئولية الشخصية لقحطان وناصر السقاف ودون علم أحد من بقية قيادة الجبهة القومية وهو ما تسبب في إستياء المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي (هو خالي .. شقيق والدتي) العضو القيادي في الجبهة القومية فغادر عدن إلى تعز ليلتقي بأمين عام الجبهة القومية معاتباً إياه على عدم إستشارته قبل إصدار البيان أو على الأقل إشعاره به قبل توزيعه ومما قاله "أحرجتني ياقحطان أمام شباب الحركة وأظهرتني كالأطرش في الزفة".
توضيح : فيصل هو مؤسس فرع حركة القوميين العرب بالجنوب أحد المنظمات السبع التي تشكلت منها الجبهة القومية.
وقحطان رد بأن تسارع الأحداث لم يسمح له بالإتصال بأحد من المتواجدين بالجنوب للتشاور معهم ومعرفة آرائهم ولذلك اكتفى بالتشاور وأخذ رأي من كان متواجداً قربه وهو ناصر السقاف فقد كان يجب عليه أن يطرق الحديد وهو ساخن لتوظيف المعركة التي وقعت بردفان لصالح كل الشعب في الجنوب والشمال بثورة تحرير للجنوب وبنفس الوقت تقطع على البريطانيين خط إمداد الملكيين في الشمال بالمرتزقة عبر مناطق الجنوب الحدودية (كان أهمها "بيحان" المجاورة لحريب).
فيصل ينخرط في ثورة 14 أكتوبر بعد 7 أشهر على إنطلاقها!
وعاد فيصل إلى عدن مجبور الخاطر بعدما وعده قحطان بأن يعينه قائداً لجبهة عدن التي ستفتتح بعد أشهر ، وظل فيصل بعدن نحو 7 أشهر لا يمارس شيئاً له صلة تذكر بثورة 14 أكتوبر فبعد شهور من تفرغ قحطان لتثبيت جبهة ردفان كأول جبهة قتال وتعيينه لعبدالله المجعلي قائداً لها أمر بإفتتاح جبهة أخرى لكنها لم تكن عدن التي ينتظرها فيصل وإنما كانت جبهة دثينة (أو ما عرف بجبهة فحمان أو جبهة المنطقة الوسطى) وعين ناصر السقاف قائداً لها ويعاونه علي ناصر محمد الحسني ومحمد علي هيثم ، ثم أمر بافتتاح الجبهة الثالثة وهي جبهة الضالع وعين محمد أحمد البيشي قائداً لها ، ثم جاء دور عدن لتكون جبهة قتال وبقيادة فيصل عبداللطيف ولكن كان من عيوبه الخطيرة تعامله بحسن نية ولدرجة السذاجة في كثير من المواقف أثناء الثورة وبعد الإستقلال (وهو ما أورده في الأخير وأوردنا معه كلنا وكل شعب الجنوب موارد التهلكة! سأوضح بالجزء 2 من المقال وهو في الحقيقة لم يكن حاد الذكاء وذو دهاء مثلما يظن البعض ولو كان ذكياً ما كان عبدالفتاح اسماعيل الأقل منه تعليماً وثقافة وخبرة سياسية سيتمكن من أن يضعه في جيبه! وما كان سيصدق دعوة المخابرات المصرية للحضور للقاهرة للتشاور بينما هو يرى قائده قحطان بنفسه محتجزاً هناك فسافر وأحتجز هو الآخر! وغير ذلك كثير من المواقف التي لا تدل على ذكاء حاد أو غير حاد) ولم يكن يتمتع بالحذر لهذا إنكشف بعد أشهر قليلة للسلطات البريطانية فغادر عدن إلى تعز حيث المكتب الرئيسي للجبهة القومية وخلفه نورالدين قاسم في قيادة جبهة عدن. ألا ليت خالي كان في نصف ذكاء أبي الذي حبسه الرفاق بمعتقل إنفرادي رهيب دون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة حتى أغتالوه بعد نحو 12 سنة (7/7/1981) وليت خالي كان بنصف ذكاء المناضل الفذ علي عبدالعليم بانافع الذي أعدمه الرفاق في أكتوبر 1970.
كانت ثورة قحطان ولا أحد غيره
كانت جبهة ردفان هي أكثر جبهة أتعبت قحطان في تثبيتها فهي أول جبهة قتال وفشلها يعني فشل مشروع الثورة المسلحة لتحرير الجنوب اليمني المحتل ، حتى أنه زارها بنفسه عدة مرات (وشارك في عدد من معاركها ومن بعد قاتل في جبهة الضالع) ثم نجح البريطانيون في محاصرة ردفان ولم يعد أهل ردفان ومقاتليها يجدون ذخيرة ولا طعام وتمكن قحطان في الشمال من تجهيز قافلة تحمل معونات طبية وغذاء وبطاطين وذخائر وبوصول القافلة إلى ردفان تمكنت الجبهة القومية من فك الحصار البريطاني فيما كان كل قادة الجبهة القومية يقيمون بعدن ولم يكن أحد منهم بجوار قحطان ليعاونه عدا السقاف. وفقط في يونيو 1964 بدأ قادة الجبهة القومية يصلون من عدن إلى تعز وتم تشكيل مجلس تنفيذي للجبهة القومية من 9 أعضاء برئاسة الأمين العام للجبهة قحطان الشعبي وكانوا جميعاً من ابناء الجنوب اليمني. وكان البريطانيون يرصدون بدقة تحركات قحطان وأنشطة الجبهة القومية وهي لا تزال في بدايات حرب التحرير ومن كتيب "ثورة 14 أكتوبر في الدراسات الأجنبية" ترجمة الأستاذين حامد جامع وعبدالكريم الحنكي اللذين ترجما من الإنجليزية إلى العربية بأسلوب راق وشائق العديد من الدراسات والكتابات حول جنوب اليمن أقتبس الفقرة التالية التي تثبت رصد بريطانيا لكل أنشطة الجبهة القومية :
"... ومع إنقضاء شهر يناير(1964) كتب المندوب السامي تريفاسكيس في ملخصه الاستخباري الاسبوعي... أن الردفانيون مجهزون جيداً بالبنادق والرشاشات الآلية والذخائر والقنابل اليدوية والألغام. وكتب تريفاسكيس أن الجبهة القومية للتحرير قد نفذت كذلك أعمالا فدائية بالقنابل على مواقع الحرس الإتحادي في ولاية لحج وأن قائد الجبهة القومية قحطان محمد الشعبي كان قد أشرف بنشاط على عملية توزيع ستة آلاف طلقة من الذخيرة وما لا يقل عن مئة بندقية على أهل ردفان".
مقتطف من الجزء 2 من المقال
.....ومن المضحك أيضاً أن الست علياء ابنة فيصل ، قامت هي الأخرى تعصد تاريخنا الوطني ومن ذلك زعمها بأن ثورة 14 أكتوبر هي ثاني أهم ثورة بعد ثورة الجزائر! هكذا بكل بساطة دون أن تقدم دليلاً واحداً يثبت صحة ما تزعمه! ومن أين لها أن تقدم الدليل وهي تجهل أهم معلومات ثورة 14 أكتوبر وتجهل أي شيئ عن ثورة الجزائر وما تمخضت عنه الثورتين من نتائج؟! عموماً سأصحح خطأها لاحقا لأفيد القارئ المهتم وليس لإفادتها (فهي مش وش بحوث علمية وتحصيل ثقافي أو لديها أية إهتمامات سياسية أو تاريخية فكل إهتمامها ينصب على التسمر أمام الفيسبوك بمعدل 15 ساعة يومياً تتعاطي خلالها القات والتدخين بشراهة ، وهذا لا يعد فتحاً لملفات ياعلياء ولكن مجرد "قرصة" بسيطة لعلك تلزمي حدودك قبل أن أفتح أصغر ملف يخصك فهو يكفي جداً! وهي معذورة في جهلها بتاريخنا الوطني فكل صلتها بالنضال والتاريخ هي أن والدها كان مناضلاً! والعيب يقع على من قفز بها من المطبخ إلى عضوية اللجنة الثورية العليا .. ورغم ردودي على بعض خطرشاتها في آخر مقالاتي منذ شهور (عدة حلقات) في صحيفة "اليمن اليوم" إلا أنها لم تتعلم الدرس لتبتعد عن الخوض في تاريخنا الوطني بغير علم ناهيك عن تزييفها بعض حقائقه بعلم! مما يقتضي أن ألقنها درساً من جديد. وواضح أن فصام الشخصية الذي تعاني منه باعترافها في حوار صحفي تفاقم حتى أنه لم يكفها خطرشاتها في موسكو فأخذت بعدها تزعم أن والدها كان أول رئيس للدولة وللحكومة باليمن الجنوبية! وما إستقبال طائرة معونات إماراتية بمطار صنعاء إلا لطمة كبيرة لها بعدما وصفت في موسكو قوات التحالف المتواجدة باليمن بأنها قوات إحتلال! ولا أعلم كيف تورط أنصار الله فأضعفوا موقفهم بأنفسهم بقبول إعانات من دولة يعتبرونها دولة إحتلال لليمن! بل وفي وقت يخوضون فيه المعارك ضد قواتها! والأكثر غرابة هو أن دولة الإمارات صنفت بنوفمبر 2014 حركة أنصار الله كتنظيم إرهابي! أنصار الله مقاتلين شجعان ورجالهم وشبابهم مهذبين لكن ذلك لا ينفع لإدارة دولة حديثة!).
يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.