السوق السوداء اليوم اشبه بسوق "بيضاء" مصرح لها بالعمل والمستفيد الرئيس منها هي السلطة الحاكمة اليوم في صنعاء. إذ ان السوق السوداء تمثل أهم مورد لها في ظل غياب الموارد الاخرى خاصة النفط. فالسلطة الحاكمة في صنعاء اليوم ترغب في تمويل حروبها ولا سبيل الى ذلك الّا بالمد الشعبي والمورد البشري بفرض الاتواوات والضرائب و"المجهود الحربي" كما يسمونه؛ ولان وجود السلطة الحالية كان بسبب رفع سعر البترول والديزل او مايسمى "الجرعة" وكان مبرر انقلابهم على السلطة الشرعية هو رفع الدعم عن المشتقات النفطية وزيادة اسعار البنزين والديزل مستغلين غليان الشارع فكان الحل بالنسبة لهم الذي يحمي ماء وجههم هو "السوق السوداء" حيث تمتص غضب الشارع وتكيل سخط الناس على ما يسمى "العدوان" بحجة الحصار!! والملاحظ ان السوق السوداء تنحصر في السلع التي كانت الدولة تسيطر عليها وهي المشتقات النفطية بالدرجة الرئيسه إذ لا وجود لسوق سوداء في البر والرز والسكر رغم حاجة الناس الشديدة الى هذه السلع المستوردة من الخارج !! وهو ما ينفي ادعاء البعض ان سبب ازمة المشتقات النفطية هو "حصار" التحالف. كما ان الملاحظ ايضا ان السلطة الحاكمة في صنعاء تتناوب في خلق الازمات على المواطن حفاظا على مقدار معقول من "ضغط الشارع" حيث يقومون بتوفير مادة البترول بالتزامن مع اشعال سوق السوق السوداء في مادة الغاز المنزلي فما تكاد مادة الغاز المنزلي ان تتفر في الاسواق بسعرها الرسمي حتى يتم اشعال السوق السوداء في مادة الديزل وهكذا.. ولا يخفى على كل ذي عينين ان المسيطرين على السوق السوداء هم من الموالين للحوثيين وبقايا المرتزقة من اتباع على صالح فضلا ان موردي هذه المادة الى الاراضي اليمنية هم من اتباع المخلوع الذين التحقوا بسفينة النجاة واعلنوا تأييدهم "لعمليات التحالف" واستغلوا وجودهم في الرياض للقيام بعمليات تصدير مادتي البترول والديزل من السعودية الى اليمن مستغلين الفارق الهائل بين سعر الشراء من المملكة وسعر البيع لليمن.