المتتبع لسير اﻷحداث في فرضة نهم ومأرب وصنعاء يدرك أن صالح مستفيد من نشر هذه المكالمة في الوقت الحالي.. يريد صالح من تسريب هذا الحوار بينه وبين البخيتي أن يوصل رسالة هامة للتحالف العربي مفادها "أنا من أسقطت هادي وسلمت الدولة للحوثي وأنا القادر على اسقاط الحوثي إن تحالفتم معي".. يريد صالح أن يقول أنه ما يزال الراقص على رؤوس الثعابين كما كان يزعم دائماً. من الواضح في المكالمة المسربة أن البخيتي ذاته هو من سجل المكالمة وبطريقة بدائية حيث تم التسجيل عن طريق آداة تسجيل أخرى تم تقريبها من جهاز الهاتف ولذلك بدى صوت البخيتي أكثر وضوحا بعد تقريبه لآداة التسجيل من الهاتف في حين أبدى تحفظا في التجاوب مع هذرات المخلوع وهو يعلم أن مكالمته تلك كانت بعد مكالمة مسربة للمخلوع مع القيادي الحوثي عبدالواحد أبورأس والتي ظهر فيه صالح كمن يلقي أوامره على أحد العاملين لديه. كل ذلك يجعلنا نصل لنتيجة واحدة لا مناص منها لأخرى، وهي أن البخيتي نفسه هو من سرّب المحادثة وبناء على اتفاق بينه والمخلوع ليظهر اﻷخير بالكرت المهم في اليمن والذي لا بد أن تتفاوض معه دول التحالف، ولا أستبعد أن يكون البخيتي قبض منه ثمن هذه الخدمة الجليلة بالإضافة إلى مكاسب أخرى سيجنيها، حيث يظهره التسجيل كمتحفظ على اغتصاب الحوثيين للسلطة مما يدعم مساعيه المزعومة لصناعة السلام (الكاذب). البخيتي سجل حديث صالح في حينه تحسباً للمستقبل وجاء الآن الوقت المناسب لنشرها ولذلك قام بتسريبها، وبكل سذاجة ساعدته قناة الجزيرة في ذلك.. الجزيرة ذاتها ظلت تعلن قبل نشرها للمكالمة أنها ستقوم بنشر مكالمة هامة مسربة للمخلوع والبخيتي مما أعطاهما بروجندا اعلامية لم يكونا يحلما بها بشأن هذا التسريب. ومما يزيد حجم هذا الهبل والاستعباط هو ما نشره البخيتي -مُتذاكياً- على صفحته بعد حملة الجزيرة الاعلانية عن التسريب، أنه سيضطر لنشر المكالمة الصحيحة بعد الحصول على نسخة منها من مكتب المخلوع إذا لم تنشر الجزيرة المكالمة كاملة أو قامت بمنتجتها، محاولا إيهامنا أنه لم يقم بتسجيل المكالمة ولم يقم بتسريبها بنفسه بما يخدم مصالحه ومصالح المخلوع في ذات الوقت.. إنه الاستعباط ولا شيء غيره.