يبدو جليا الطموح الكبير للشيخ محمد بن راشد المكتوم حاكم دبي في جعل دبي المركز التجاري والمالي الأوحد للشرق الأوسط وشمال افريقيا بحيث تحولت دبي الى حلقة الوصل الوحيدة بين تجار هاتين المنطقتين مع المصنعين من جميع أنحاء العالم كما تحولت الى مركز مالي عالمي معتبر وشهدت المدينة خصوصا بعد الأزمة المالية العالمية نموا صاروخيا في مجال العقار والبنية التحتية وغيرهما في العام 2011 حضرت معرض بيبر ورلد فرانكفورت بالمانيا وهو اكبر معرض للقرطاسية في العالم ولفت نظري في احد الأركان لافتة إعلانية صغيرة خلفها مكتب صغير للغاية مكتوب فيها معرض بيبر ورلد الان في دبي ،، جذبني الإعلان كالمغناطيس واتجهت للموظف القائم على المكتب للاستفسار فأخبرني ان إدارة المعرض قررت إقامة فرع للمعرض في دبي سنويا في شهر مارس وكانت دهشة الموظف كبيرة لردة فعلي تجاه الامر فقد ذهبت من عنده وعدت اليه اكثر من عشرين مره وفي كل مرة اعود اليه مع احد مديري الشركات المشاركة في معرض فرانكفورت لاريه المكتب وأقنعه بالمشاركة في معرض دبي لانه قريب منا وحضوره سهل بالنسبة لي ولأمثالي من رجال الاعمال العرب بشكل عام وبالفعل بدأت اعمال المعرض في دبي وحضرته سنويا ابتداء من ذلك العام وتركت المشاركة في الدورات الاخرى للمعرض طوال الخمس سنوات الماضيه ،وكان معرض 2015 قبل اندلاع الحرب الأهلية في اليمن اخر معرض احضره هناك،، هذا العام راسلتني إدارة المعرض تدعوني للحضور كالعاده فأخبرتهم ان المعلومات التي لدي ان الإمارات لاتصدر تأشيرات زيارة لليمنيين فابدوا استغرابهم للامر وعرضوا علي بكل ثقة ان يقوموا باستخراج فيزا عن طريقهم لزيارة المعرض مقابل دفع مائة وستين دولارا غير قابلة للاسترداد فدفعتها رغم عدم تحمسي للموضوع لعلمي بصعوبة الامر وفعلا خلال يومين أبلغوني اسفين برفض منحي الفيزا المطلوبة كوني يمنيا فقط رغم اني في الخمسينات من عمري اي لاامثل خطرا أمنيا مثلا علاوة على اني زرت دبي سابقا عشرات المرات دون مشاكل كما اني سبق ان زرت دولا مثل أميركا وألمانيا ولكنها ظروف بلدنا التعيسة التي حولتنا الى منبوذين حتى من اقرب الناس إلينا ،،، ماعلينا،، ليس هذا بيت القصيد هنا ولكن مالفت نظري هو القلق الذي بدا على منظمي المعرض مؤخرا بعد ادراكهم ان كثيرا من الزائرين لن يتمكنوا من الحضور نتيجة الإجراءات المشددة لمنح تأشيرات دخول دبي حتى لرجال الاعمال يبدو جليا ان على إمارة دبي ان تختار بين ان تكون مركزا تجاريا دوليا بمعنى الكلمة او ان تغلب السياسة على الحس التجاري وتمشي مغمضة العينين في هذا الطريق (مطبقة لتعليمات ابو ظبي ) لتكون بذلك قد بدأت في هدم مابنته عبر السنوات العديدة المنصرمة .. اذا اختارت طريق السياسة العمياء فتذكروا كلماتي هذه بعد وقت اقصر مما تتصورون ،، ستفر اكثر الاستثمارات والشركات والتجار من دبي خلال الخمس سنوات المقبله على اكثر تقدير نتيجة قلة الزبائن الزائرين للإمارة من الدول العربية وغيرها وهم أساس النهضة الاقتصادية لدبي والله اعلم لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet