كم هي مأساة ومسرحية تجمع بين التراجيديا والكوميديا، ما برزت من كتابات، في الآونة الأخيرة، لكتاب يحملون ألقابا مهنية أو أكاديمية، كما هو الحال بالنسبة لصاحبنا " الصياء " أو " الصياع " أو " الضياع "، لا نعرف تحديدا! فجأة يظهر لك شخص ويحاول أن يصنع بطولات وأمجاد على حساب الآخرين وبالمتاجرة بدمائهم وبمعاناتهم.. هذا الأخ كتب مقالات يصور نفسه وكأنه بطل " حرب أكتوبر "، في الدفاع عن عدن...! عدن التي دافع عنها الجميع وقاتل من اجل أن تتحرر وتنعتق من احتلال بربري، وخرج الجميع صغيرا وكبيرا، بدون استثناء، لا تحتاج لمن يمن عليها بقليل من العرق أو الجهد بذله، فيما الآخرون بذلوا دمائهم وأرواحهم فداء لها، والجميع يعرف انه قدم التضحية من اجل مدينته ومن اجل قضية، تترنح الآن بين المدعين والطامعين والطامحين وتجار الدماء والأشلاء! ومن يقرأ بعضا مما تسمى " مقالات " لهذا " المتر " الجهبذ!، يصاب بالغثيان وهو يراه يتخبط مهاجما ومدافعا، مترنحا بين مواقف ضبابية تكشف عورة جهل ثقافي وعلمي وأدبي وحتى لغوي، فلغته العربية مدمرة ومكسرة لا تتوافق مع خريج سادسة ابتدائي...! لا بأس، قد يكون دلف إلى عالم المحاماة والان إلى عالم الصحافة بالصدفة، ولكن لنأتي إلى " ترهاته "، هذا الرجل يتحدث عن الجنوب وبطريقة توحي وكأن أي شخص يريد أن الآن أن يتسلق، عليه أن يكتب عن الجنوب وعدن كحمل وديع، ويكتب عن الرئيس عبد ربه منصور هادي وعن نجله جلال وعن حكومته.. يتحدث – في أحد مقالاته – عن تحالف بين جلال هادي وحزب الإصلاح!!، والمستهدف هو دولة الإمارات العربية المتحدة من هذا التحالف الذي ظهر فجأة في ظل التحالف الجمة التي " تطفح " بها الساحة في الجنوب على وجه التحديد! صاحبنا هذه المرة ليس مدافعا فقط عن الإمارات، التي ليست على خصومة مع الشرعية، وإنما أيضا " حراكي " أصيل!، فيما جلال عبد ربه منصور هادي هو " العدو " الأول للجنوب ورأس حربة ومتآمر على الجنوب والرجل الأول لقوى الفيد والنهب!! يا جماعة " عاد شي عقل "؟!
