" أمريكا " : ليست دولة بالمفهوم الدستوري الذي نعرفه للدولة وللأمة ، وانما هي عبارة عن شركة استثمارية قابضة تدير نشاطها التجاري بعقلية تاجر رأسمالي كبير ، هدفه الربح فقط فقاموسه لا يعرف كلمة الخسارة ! هذه الاوصاف لأمريكا ليست من " عندياتي " ، وانما هي أوصاف قالها المفكر العربي الفذ ، الراحل محمد حسنين هيكل رحمه الله . ظللت في شك من صواب وصف هيكل لأمريكا بالشركة الاستثمارية الكبرى مستنكراً فكرة أمريكا " ليست دولة " وهي العضو المؤسس لمنظمة الأممالمتحدة التي تساهم وحدها بما يفوق الخمسة والعشرين في المئة (25%) من ميزانية المنظمة ، وهي الدولة الاكبر في العالم كما سارت الكلمة على كل لسان . ظلت على هذه الحال ، الى أن هبط على البيت الابيض في غفله من الزمن "شايلوك" – دونالد ترمب– رئيسا للولايات المتحدةالامريكية ! أيقنت حينئذ أن عبقرية هيكل لم تخنه وان الرجل لا يتنبأ بل يستقرئ الحقائق وينتقي عباراته بعناية العالم المتبصر بأمور الدنيا . بيد أنني وفي كل الأحوال لم اقتنع بفكرة تعرية امريكا من " دولانيتها Statehood" هكذا بالمطلق ؛ للسبب الذي أشرت اليه اعلاه ولسبب أخر عوقني عن استيعاب ذلك وهو دراستي الاكاديمية في مجال القانون وخبرتي العملية الطويلة في الميدان ذاته ! ومع كل ذلك ، بمجرد سماع تهديدات ترمب ومشاهدة ما يقترفه من انتهاكات للدستور والقضاء الاميركي (( الدعامتان الاساسيتان لدولانيه اية دولة وبدونهما–القانون والقضاء – سنكون امام " لا دولة " ... من هنا كما يبدو انطلق هيكل ))يومياً ومن دون كلل منذ ان دخل البيت الابيض في العشرين من يناير هذا العام ؛ فقد أقال وزيرة العدل " سالي ييتس" لأنها اعترضت على قراره التنفيذي حول "منع السفر Travel Ban" عن مواطني سبع دول مسلمة ، ووصفت قراره ب" غير الدستوري " ؛ ووصف القاضي جميس روبرت من سياتل ب"السخيف" لأنه علق تنفيذ قرار حظر السفر وسمحللعالقين في مطارات أمريكا بالدخول لأسباب إنسانية وحرض وزير العدل الجديد على مقاضاه هذا القاضي ، وطعن في قرار القاضي روبرت امام محكمة استئناف في سان فرانسيسكو ، وسوف تأخذ المحاكمة شهوراً !! ناهيكم عن الغطرسة التي يتعمد ترمب افتعالها ومنها اقفال التلفون في وجه رئيس وزراء استراليا بكل وقاحة دون اعتذار فردت بريطانيا على وقاحته بلوحة فنية فيها صورة رئيس الوزراء الاسترالي وتحت الصورة وجه ترمب في شكل "حذاء " وبعبارة تقول " أن رئيس الوزراء الاسترالي ليس ممسحة لحذاءكياترمب "!! كل هذه السلوكيات الشائنة التي لم تألف شعوب العالم أن تراها تصدر عن رئيس لأمريكا تقودنا بلا شك الى السير في ركاب هيكل والى اعتناق فكرته بأن أمريكا ليست دوله ! ولربما سيكون الامر اهون من بتر دولانيه امريكا بالمطلق بنعتها بواحدةٍ من هذه النعوت الثلاثة للدولة ؛ التي اتتنا من مطابخ امريكا وهي : اما الدولة الفاشلة Failed State أو الدولة الهشة Fragile State او الصفة الثالثة وهي في رأي النعت الاكثر ملاءمه ، وهو ... " الدولة الشريرة المؤدية Rogue State التي الصقها مستشار الامن القومي " انتوني ليك في عهد الرئيس الامريكي " بيل كلينتون عام 1994م بخمس دول وهي .... كوريا الشمالية ، أيران ، كوبا ، ليبيا ، العراق وتعرف الدولة المؤذية بأنها الدولة التي تهدد السلم العالمي فمن هي يا تُرى الدولة التي تضاهي أمريكا في الشر والأذية والتهديد للسلم العالمي ؟ أفليست اسرائيل ؟ أمريكا هي "الام البيولوجية Biological Mother " لإسرائيل . وينطبق على الدولتين اهم عنصرين من عناصر تعريف الدولة الشريرة ( المؤذية ) وهما : - رعاية الارهاب Sponsoring Terrorism - الاكثار من اسلحة الدمار الشامل Proliferation of Weapons ofMass Destruction وفي مقال للمفكر الاميركي "نعوم تشومسكي " الذي جلب عليه المتاعب ، قال تشومسكي : " الولاياتالمتحدة باتت رسمياً الدولة الارهابية الرائدة وهي فخورة بذلك "!!ّ وهذا مفكر اميركي آخر – وليام بلوم William Blam ، يؤكد بأن .... " المصطلح – دولة شريرة مؤذية Rogue ينطبق اولا وقبل كل شيء على – امريكا اسرائيل –" أفلم يكن الهجوم الوحشي للمارينز على اسر أمنه في البيضاء بموافقة ترمببُعيد دخوله البيت الابيض بأيام فقط (من دون التشاور مع اليمن ) ، عملاً من أبشع اعمال الارهاب ، واكثر القتلى في الهجوم من النساء المسنات وكذلك من الاطفال ومنهم الطفلة ذات الثمان سنوات التي ظهرت صورتها في التلفاز كأجمل زهره على وجه الارض ، تُدمي القلب ، فهل رأها القاتل بالجملة Serial Killer دونالد ترمب ؟! ترمب: الذي سيقابل نتنياهو في العشرين من هذا الشهر فبراير 2017م ، قد احاط نفسه بجدار من اليهود الصهاينة ( احد عشر فرداً ) على راسهم زوج ابنته يهودي الديانة نعم ! لمن اكن مخطئاً في مقالي السابق بعنوان " ترمب نتنياهو : مجلس حرب " ... بان هذين الوحشين سوف يفجران حرباً طاحنه في منطقة الشرق الاوسط وقد شرع ترمب بافتتاحها في البيضاء في اليمن ولربما تكون اليمن ساحتها ولربما ايران ... او في كليهما في ان واحد ! لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet