"خبر عاجل" " عاجل" كلمات نلاحقها وتلاحقنا في فضاء الأعلام الواسع ، المليء بالكذب والتضليل ، كلمات تبث بصورة عاجلة في وسائل الأعلام المختلفة ( صحافة – تلفزيون – إذاعة – وسائل تواصل اجتماعي) تعمل على تقسيم المجتمع عبر نشر أخبار مظلله هدفاً، و مزورة مضموناً. عاجل : مقتل العديد من أفراد المليشيات المجوسية في تعز ، خبر آخر : مقتل عشرين مرتزق في تعز ، خبران أثنان ولكنهم من مطبخان مختلفان ، القتل واحد، والدم واحد ، كل مطبخ يعد مواد صحفية تعمل على تصاعد حدة النزاع بين أبناء الشعب الواحد. ألفاظ تستخدمها وسائل الأعلام المختلفة عبر إعلاميين تجردوا من أخلاقيات المهنة، و غابت ضمائرهم الإنسانية ، ألفاظ تصنعها وسائل أعلام تعمل على تظليل الجمهور وتزوير الحقيقة ، بهدف تحقيق مآرب شخصية لمالكيها. ( عفافيش – دنابيع – روافض- مرتزقة- مجوس – عملاء الخ) ، ألفاظ كلها تعمل على زيادة حدة النزاع بين أبناء الشعب الواحد ، ولا تمهد الطريق لأي فرص ممكنة لتحقيق السلام؛ بل تعمل على أنهاك المجتمع اليمني بأمراض مقيته لن يتعافى منها إلا بعد عقود . تُمارس وسائل الأعلام المختلفة البرباغندا Propaganda؛ وهي مصطلح سياسي تعني الدعاية السياسية ويقصد بها الأفكار والمعلومات الغير صحيحة التي يتم تقديمها كدعاية سياسية بهدف تضليل الجمهور . تنتشر هذه الدعاية في دول العالم الثالث ، الدول المُتخلفة التي تُسيطر بعض النُخب على وسائل الإعلام، فتمارس بها الكذب ثم الكذب ؛ بهدف تضليل الجمهور وإخفاء الحقائق ؛ و تستند هذه الدعاية إلى مقولة وزير الدعاية النازي (جولبز)"أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس " . أن الدول النامية أكثر قابلية لإنجاح أهداف البرباغندا؛ يرجع ذلك إلى تدني الثقافة السياسية لشعوب هذه الدول. إيضا يعتبر الجهل و الفقر والمرض عوامل محفزة لانتشار الأكاذيب بين عامة المواطنين ، خصوصاً في ظل وسائل أعلام لا تخدم مجتمعاً بل تعمل لصالح أفراد وجماعات معينة، تستخدم رسائل أعلامية لا يتمكن المواطن من التمييز بين ما هو صائب وخاطئ ، لذلك يتوه في مستنقعات التظليل والكذب . للأسف يصدق المواطن البسيط كل ما يصله عبر تلك الوسائل التي لا تلتزم بالمعايير المهنية في صياغة الأخبار ؛ فلا تلتزم بتلك المعايير في حالة السلام - قبل الحرب – بل استمرت بعيده عن المهنية في حالة الحرب، خصوصاً وأنها حالة كهذه تحتاج إلى معايير خاصة تراعي حساسية النزاع الحاصل في اليمن. أن تظليل عقول البشر وإنتاج الوعي الزائف للفرد خصوصاً و للمجتمع ككل ؛ هو أداة مهمة لاستمرار القهر والقتل من قبل جهات مختلفة تسعى إلى تطويع الجماهير لاهدافها الخاصة، جهات استمرار الحرب هي مصلحتها . في اعتقادي لن تتوقف الحرب في اليمن طالما هناك وسائل إعلامية تعمل كوقود متجدد لهذه الحرب، مما يستلزم مواجهة تلك الوسائل المظللة، من خلال تظافر الجهود من قبل الإعلاميين خصوصاً والمجتمع ككل ، وذلك بعدم التفاعل والنشر لتلك الأخبار التي لم تجلب لليمن واليمنين سوى الدمار . لا أعلم إلى متى سيستمر الاعلاميين في لعب دور الدمى التي يحركها كبار الساسة وذوي النفوذ لتحقيق مآربهم الخاصة !! *أعلامي [email protected] لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet